الاثنين، 14 أغسطس 2017

عاطفة الآباء


رحل أبناء الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد يضربون في الأرض وأخذوا معهم الأحفاد وخلفوا بعدهم وحشة وفراغا لاحدود لهما، فقال عبد الرزاق يصف حاله :
لا تـَطرُق ِالباب..تَدري أنـَّهم رَحَلوا :: خُذِ المَفـاتيحَ وافتـَحْ ، أيـُّها الرَّجُلُ !
أدري سَتـَذهَبُ..تَستـَقصي نَوافِذ َهُم :: كما دأبْتَ.. وَتـَسعى حَيثـُما دَخَلـُوا
تـُراقِبُ الزّاد .. هل نامُوا وَما أكـَلوا :: وَتـُطفيءُ النّور..لو..لو مَرَّة ًفـَعَلوا !
وَفيكَ ألفُ ابتِهـال ٍ لو نـَسُـوه ُ لكي :: بِـِهم عيونـُكَ قـَبلَ النـَّوم ِ تـَكتَحِلُ !
..
لا تـَطرُق ِالباب..كانوا حينَ تَطرُقـُها :: لا يـَنزلونَ إلـيهـا .. كنتَ تـَنفـَعِلُ
وَيـَضحَكون..وقد تقسُـو فـَتـَشتمُهُم ::وأنتَ في السِّـرِّ مَشبوبُ الهـَوى جَذِلُ
حتى إذا فـَتَحوها ، والتـَقـَيْتَ بِهـِم :: كادَتْ دموعـُكَ فـَرْط َالحُبِّ تـَنهَمِلُ !
..
لا تـَطرُقِ ِالباب..مِن يَومَين تَطرُقـُها ::لكنـَّهم يا غـَزيرَ الشـَّيبِ ما نـَزَلوا !
سَتـُبصِرُ الغـُرَفَ البَـكمـاءَ مُطفـَأة ً :: أضواؤهـا .. وبَـقاياهـُم بها هـَمَـلُ
قـُمصانـُهُم..كتبٌ في الرَّفِّ..أشْرِطـَة ٌ :: على الأسـِرَّة ِ عـافـُوها وَما سَـألوا
كانَتْ أعـَزَّ عليهـِم من نـَواظـِرهـِم :: وَهـا علـَيها سروبُ النـَّمْل ِ تـَنتَـقِلُ !
وَسَوفَ تَلقى لـُقىً..كَم شاكـَسوكَ لِكَي :: تـَبقى لهم .. ثمَّ عافـُوهـُنَّ وارتـَحَلوا !
خـُذ ْها..لمـاذا إذ َنْ تـَبكي وَتـَلثمـُها؟ :: كانـَت أعَـزَّ مُنـاهـُم هـذه ِالقـُبَـلُ !
..
يا أدمـُعَ العَين .. مَن منكـُم يُشـاطِرُني :: هـذا المَسـاء ، وَبـَدْرُ الحُزن ِيَكتـَمِلُ ؟!
هـا بَيتيَ الواسـِعُ الفـَضفاضُ يَنظرُ لي :: وَكلُّ بـابٍ بـِه ِ مِزلاجـُهـا عـَجـِلُ
كـأنَّ صـَوتاً يـُناديـني ، وأسـمَعـُه ُ :: يا حارِسَ الدّا ر..أهلُ الدارِ لن يـَصِلوا..!
..

وفي سنة 1985 قدمت على المختار بن حامد وهو في المدينة المنورة بنتاه مع الأحفاد وحين غادروا قال المختار :

حاولت كبتَ دموعي عندما ركبت :: أم الحسين وأم المصطفى فأبتْ
وددتُ لو ثَبتتْ سيّارة مضتا :: فيها فما ثبتت وإنما وثبت
فقمت أُتبعها طرفى ويحجبها :: عنى تباعدها حتى إذا احتجبت
رجعتُ للبيت علّى إن ثبتُ به :: يُمحَى عن القلب بث كان فيه ثبت
لكنّ عاطفة الآباء آبية :: بتَّ العزاء إذاما فيه قُرر بت
أقامتا مع أكباد لنا معنا :: جزاهما الله خيرا فترة عذُبت
إذ كنت أسمع من تسجيل عائشة :: وعظا يُخيل أن الساعة اقتربت
وكنت أسمع منها كل آونة :: ذكرا عليه بحمد الله قد دأبت
ومن قريض حُسين كل قافية :: فى حسنها بيننا الأمثال قد ضُربت
وكنت أسمع رومَ المصطفى عبثا :: كشف النقاب عن الراء التى انتقبت
وضغط توت على محمد ومدى :: تطبيق مافيه أوما عنه قد رغبت
وصوت أحمد يبكى كلما ذهبت :: إلى صلاة على الإنسان قد كتبت
قد لاقت النفس من هذا النوى أسفا :: إن لم تكن منه قد ذابت فقد كربت

كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...