الأحد، 12 أغسطس 2018

محمد ولد محمد خُويَ (ابّوكو)


فى مجال جغرافي اصطبغ بالشعر بين آوكار وانشيري وتيجيريت وتازيازت وأزفال وتيرس، قامت ربوع  تغنى بها محمد ولد الطلبة وتحرك فيها الفارس عروة زمانه محمد ولد أحمد مرحبَ، حيث التضاريس موغلة فى الجمال والقسوة، وحيث الندرة الشديدة فى الأمطار " معدل 50 – 120 ملم فى السنة " مع معدلات تبخر مرتفعة وعواصف رملية دائمة وزحف مستمر للرمال وطبقات مائية جوفية قليلة المخزون مرتفعة الملوحة بنسبة 2-9 غرام فى اللتر فى الطبقات المائية الجوفية " وانعدام المجاري المائية، ويغطي تلك المنطقة غطاء نباتي ليفى وعشبي فقير من أشجار الطلح "السيال" أورراش الأرطاء واسبط " أژران -الحلفة " والسعدان و التمات وآسكاف وآتيل وإيگنين والغرقد والذنبان، وثروة حيوانية تتمثل فى الإبل والماعز، ولئن كان المجال فقيرا في موارده صعبا في تضاريسه فإنه غني بأهله:
تَلْ اگويدسْ ذَ گال حدْ :: مجدوب ؤلا عندو مَ
وابعيد امن المَ غير بعد :: عندُ خيمَه معلومَ

مجال تحرك فيه محمد ولد الطلبة اليعقوبي حيث آملِّ وتورارين :
"بتورارين" مربع للرباب :: حسن لو أبانَ نطق الجواب
و "بآملِّ " حوله ربع سلمى :: صيرته الليال حقف الرغاب

والنيش بو اخزامه :
صاح قف واستلح على صحن جال :: سبخة النيش هل ترى من جمال

وكثيب الموج إلى أزفال .. من لوى الموج عامدات الزفال وهضبة اكويدس
ويقول امحمد ولد الطلبة، ذات شوق مسائلا راعيّ الذود عبد الودود ولد الدخنه في تلك الربوع:
أقولُ لِراعي الذودِ بَينَ شُلَيشِلٍ :: و لَبَّةَ والعَينانِ تنهمِلانِ
أيا راعيَ الذودِ الهجـائِنِ قِف مَعي :: سقاكَ حبِيٌّ ذو أجَشِّ يمانِ
أُسائِلكَ عن حَيِّ الشقيقَةِ إنَّني ::  وإيّاكَ يا راعي لمُسَّئلانِ
فَقالَ انتحوا (للمَوجِ) واحتَثَّ ظَعنَهُم :: غُدَيَّةَ حادٍ ليسَ بالمُتواني

واظبيعيات والكارح والتيحمماتن وابيرات آحميّم وبن اعميره والتيجراج:
يانَ مَسّكْ تلْ آجلاج :: بِتْ ؤُ لانك متمونكْ
اتمونك شوف التيجراج :: مروحها عادْ امّونكْ

في هذه البيئة ولد ونشأ محمد ولد محمد ولد اسويد أحمد ولد محمد خويَ المجلسي، من بطن إيدوعمر، اشتهر بلقب "ابُّـوكُو" ، كما اشتهر كذلك بـلقب "ولد محمد خويَ"، وبـلقب "ولد اسويد أحمد".
ولد سنة 1270 هـ - 1853م، درس على ذويه وعلى أهل محمد ولد محمد سالم. ولئن كان مجال تنقل ولد محمد خويَ الأساسي ظل فى منطقة آكشار "اذراع" وتخومه، فإنه جاب أصقاع المنتبذ القصي وارتاد آفاقا شملت سان لوي "اندر" حيث زار ربع عزة اندر "دار ولد ابن المقداد" فتمام الحج أن تقف المطايا على خرقاء واضعة اللثام، فمدح محمدن ولد ابن المقداد "دود سك" ولقي ولد هدار وساجله، كما مدح الشيخ ماء العينين وبنيه و مرّ على ابن كمال الدين الشيخ سيديّ باب فى بتلميت ومدحه ومدح الأمير أحمد سالم ولد ابراهيم السالم ومدح وساجل الأمير سيدي أحمد ولد أحمد العيده. عُرِفَ بالبلاغة والقبول والجواب الحاضر، فكانت كلماته تسير سير المثل، وكان يجيد المدح والتعريض وفنّ المساجلات.

يقول ولد محمد خوي في مدح الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل وكان ذلك إبان غزّيِ الأركاب سنة 1905 الذى قاده الشيخ ماء العينين ومعه زعماء قبائل المنتبذ القصي وقبائل الصحراء طالبين العدة والعتاد من سلطان المغرب المولى عبد العزيزبن الحسن الأول وفدوا عليه في فاس وكان الوفد كبيرا يناهز الألف وفيه ولد محمد خُويَ. قال محمد ولد محمد خويَ:
هَذانَ گاعِدْ بين أيديكْ :: حَجَّبْلِ يَالشَّيْخْ اعليَّ
مِن لِحجابْ الِّ نعرف فيك :: عن ذاك إلّ نعرفْ فِيَّ
ناس التّلْ اتگول السلطان :: يِهْديلَكْ بَانْواعْ الْحَيْوانْ
وانَّكْ ذاكْ امْرَگَّبْ لك شَانْ :: كِذْبِتْ ذي الناس التَّلِّيَّ
السلطان اعطاكْ القُرْآنْ :: اعطاك اخليلْ ولَلْفِيَّ
اعطاك المنطق والبيان : : دَارْ افگَلْبَكْ زينْ النِّيَّ
وَساكْ اتگسَّمْ مِيتْ اعْنانْ :: وَساكْ أوْلَ من لَوْلِيَّ
هاذَ يَعْطيهْ الاَّ سلطانْ :: حگْ ؤُ سلطان العَطِيَّ
مانَكْ مِنْ لَشياخ الِّ اِزِلْ :: يَالشَّيْخْ ، ؤُلَفْظكْ ما يِنثِلْ
ؤلانكْ من لشياخْ الِّ اِمِلْ :: مَرَّ واتْجرُّ نَفْسِيَّ
مِسَّاوِ عندك ميتْ اِبِلْ :: فِالْمَعْطَ هِيَّ و اُوگِيَّ،
وادِّلْ اعْلَ السِّتْرَ، وادِّلْ :: زادْ اعْلَ الْمُحَمَّدِيَّ
يَخاتِمْ لَوْلِيَّ يَوِلْ :: امَّلِّ خاتِمْ لَنْبِيّ

وفي غزي لركاب قال أحد تشمشه مداعبا ولد محمد خوي:
ما يتمونك لگعاد:: بداع ؤلا يفلش
ؤلا يجبرْ غفيَ زاد :: من ذ كهل المدلش
فأجابه ولد محمد خويَ:
أنت فالش فالحين :: ألَ عت أل تفلش
راع ذ بل منين :: گامت خلطة شمش

ولمحمد خويَ :
يَهْلْ الحاج الدَّهْرْ اسَّگَّمْ :: والناسْ اتگَنَاتْ ؤ يِزَّ
البِلْ فَرْغِتْ، يَغَيْرْ الْهَمْ:: ما يَفْرَغْ هوَّ والعِزَّ
يِگْدِرْ يُعَدَّلْ من لِغْنَمْ :: والدَّهْر الاَّ حِزَّ حِزَّ
ءُگالْ العَرْبِ : "ألا إنْ لَمْ :: تَكُنْ إبلٌ فَمِعْزَ"

وله في المدح بما يشبه الذم :
ذِ النوبَ گالتْ لخطاطيرْ :: البِلْ عند أهل ابّاه ارگاگ
ماهُ عَيْبْ إلهَا بلْ انتيرْ :: ابلدْ عزتها من لخلاگ
نعْرْفَه گاعْ آنِ فَالطَّيْرْ :: الْبَلْ عند أهل اباه ارْگاگ
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم..

ويقال إنه ذات زيارة لبابَ ولد الشيخ سيديَّ، تزوج ولد محمد خوي لكنه خاف أن يسمع أهل الساحل بأمر الزواج‘ فذهب إلى باب قائلا:
أَخْيَار الِّ بين البحرين :: انتَ، واَخْيارُ زادْ احجابْ
مِن عندْ اطلوعْ الشمسْ اِلَيْنْ :: "حَتَّى تَوَارَتْ بالحجابْ"
يَلِّ ما گَطْ امعاكْ اغلاظْ :: اَمنادِمْ ما تَمْ الَّ گاظْ
ؤلَفْظَك زاد أحْلَ من لَلْفاظْ :: ؤدُعاكْ اگرانْ امْعَ لِجَابْ
حَجَّبْلِ لِطريگِ تِبْياظْ :: خاطِرْ مِنْ عَندَكْ جابْ احجابْ
ما يُسَوَّلْ عن گدْ الْ خاظْ :: ؤلا يُسَوَّلْ عن گدْ الْ جابْ

ويقول للشيخ محمد ولد الشيخ سيدي المختار ولد الشيخ سيديا ذات لقاء في مدينة أطار:
عنك گولْ الْ سيد المختار :: وخيرتْ ابْـمحمد فطار
جات امعاه الناس الخطار :: أولاد الناس المعلومَ
وامشَ زاد امعاهَ فنهار :: مفهومْ ؤهيّ مفهومَ

ويقول ابّوكو في العلامة محمد لمين ولد عبدالقادر ولد محمدسالم رحمهم الله:
محمدْ لمينْ ألاّ بَيْنْ :: العلمْ ولمروَّ والدّينْ
ؤلستقامَه والطبعْ الزينْ :: واجوارُو متعدلْ واحْلُو
اسكِ يمحمدْ لمينْ  :: الا كاردْ وَطيات أهلُو

ولولد محمد خوي في مدح محمد بن عبد العزيز بن الشيخ محمد المامي، وكان محمد المامون بن الشيخ محمد تقي الله بن الشيخ محمد فاضل قد أخد ذات غارة إبلا لمحمد بن عبد العزيز:
يالطمَّاعْ انتومَ ذَ المالْ :: محمدْ المامونْ إلّ گَالْ
گـتّوهْ انتومَ والفصّالْ :: ابْلَ مالْ  ؤرَاهْ اتْليْتُ
ولّ لا تمشُ ما ينگالْ :: عنكمْ كونْ اليومْ اخليتُ
بيَّ باطْ أمةْ محمـدْ :: ما فيهَ حدْ اتلَ ريـتُ
نافعكمْ ماهُ محمدْ :: لجيتُ واللَّ ما جيتُ

وله في مدح محمد ولد اعل :
ما نعرف عربِ يرسلِ :: گط اعلَ معطَ حاجلِ
خاطِ محمد ولْ إعلِ :: هذا ولْ إعلى ولْ أحمد
ارسولُ جانِ عند أهلِ :: سيد احمد ريتُ، ريتْ أحمد
ريتْ أحمد سالم ول إعلِ :: ؤ ريت إعلِ ول اسويد أحمد
ذ كامل من لعرب ريتُ :: ولا گط ارسلِ منُّ حد
يكون إلَ عدت انسيتُ :: ءُلآنِ نسايْ لهذا بعد

ولولد محمد خوي الگاف الشهير يخاطب فيه الأمير المجاهد سيدي أحمد بن أحمد بن سيد أحمد بن أحمد ولد عيده:
لاجَ سيدي أحمد لادْرار :: امبارك شورُ الحـارك
ويلا ماجاهْ ألاّ البــــارْ ::منُّو هو لمبـــــــاركْ

وله في أحمد سالم ولد إبراهيم السالم :
مرحبتي بلّ لا انشاف :: تفرح كم من عريانَ
ءُ مرحبتي بلّ ما ايخافْ :: منّ ماهُ ملان

ويقول البعض إن في كافيْه "لفْ لگدم" في قوله "لاج سيدأحمد لادرار" بمعني لا أتى أبدا وأن في قوله "لا انشاف" أي لا ريئَ أبدا "

وللأمير سيد أحمد ولد أحمد العيده مخاطبا ولد محمد خويَ:
يل روحك للرزق إتميل :: و اتبان اعليها عدت إذليل
من ش يوقع فيهَ ثقيل :: إعلم عن ذ كامل مدروك
لرزاق اعليهم ميكائيل :: موّكل ما يترك متروك
ؤ لرواح اعليهم عزرائيل :: يگبظهم من ذوك ءُ من ذوك
وان مملوك وميكائيل :: و عزرائيل امل مملوك

وأجابه ولد محمد خويَ :
مول الطلعة بيه التوحاد :: عندِ عنُّ زاز المعتاد
راسل من بلاد لبلاد :: طلعه تتعاطاها لحنوك
عن لرزاق ءُ لعمار أكٌداد :: و عن مولان مالك لملوك
آنَ مملوك وعند زاد :: عن گوال الطلعه مملوك
وفي تتعاطاها لحنوك رغزة للأمير فقد كان فمه محكوكا ومن ذلك أن بعض دافعي لغرامه أدّى إليه بعيرا فقال الأمير: هاذ لبعير فمّو محكوك فقال الرجل : ماهُ وحدو فقال الأمير ش امعاه ، قال الرجل امعاه عكّة.

ومن الحكايات أنه كان ذات مرة سائرا فى انشيري فبصرت به مفرزة أولاد بسباع فعرفوه وكان يُعرف من بعيد بجمله الأبيض الكبير وكان قد بلغهم عنه تعريضه بهم فى حربهم السجال مع "أولاد اللّبْ " فأرادو التبكيتَ عليه فقال قائلهم بعد أن أحاطوا به : لن نقتلك يولد اسويد أحمد سنقوم فقط بقطع لسانك " بموسٍ بارد " وبعدها سنطلقك فانظر ماذا ترى ؟ قال " اعطوني نكمي أولا " فأعطوه " يكمي وهو جالس يدخن قال لهم أسمعوأ :
مارتْ عنْ شرفكمْ تحقيقْ :: ماهُ من ذ الشرفْ لعرجْ
ماكَطْ ادخلتُ مرجعْ ضيقْ :: ما طاكمْ ملانَ مخرجْ
- ءُ لافيكمْ واحد ماهُ ثلبْ :: ءُ لافيكمْ مدفعْ ماهُ سَلْبْ
ءُ بيّاعينْ إلْ ربّاحْ اجَّلبْ :: ءُ تعْطُ قيمتْ گلبْ افمَغْرجْ
ءُ لاكَطّيتُ دوّيتُ گلبْ :: الگلبْ اتْهنوهْ امْرجْرجْ
مارتْ عنْ شرفكمْ تحقيقْ :: ماهُ من ذ الشرفْ لعرجْ
ماكَطْ ادخلتُ مرجعْ ضيقْ :: ما طاكمْ ملانَ مخرجْ

وعاش ولد محمد خويَ مِائَةَ سنة حيث توفي سنة 1370 هـ 1950م، وخلف عدة أبناء كان كبيرهم جيد القريحة، ودفن ولد محمد خويَ وحيداً بِموضع يقال له " اسْـبـاخْ أهل النفاع " من أرض آوكار " يقول الشيخ الطالب اخْيار بن الشيخ بونَنَّه بن الشيخ ماء العينين:
ابنُ (مُحمَّدْ خويَ) عامَ شَسَعا :: قضَى ، وقَرناً عاشه فاستَمِعا
أرجو له سعادة الدارين :: بِمدحِهِ للشيخ ما العينينِ

كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...