الخميس، 19 سبتمبر 2019

double emploi


منذ فترة سعت وكالة الوثائق المؤمنة في المنتبذ القصي ؛ إلى رقمنة القطع الأرضية ، وهو إجراء مهم إذا تمت فيه مراعاة الإثباتات الإدارية والقانونية ، مما سيحد من ثنائية الملكية أو ما يعرف لدى مكاتب بيع العقارات وسماسرة القطع الأرضية بـ (double emploi).

ونحن اليوم في المنتبذ أحوج من أي وقت مضى لرقمنة الإبداع خاصة (لغنَ) فقد شهد من (double emploi) ما لم تشهده الأحياء الشعبية في نواكشوط.

وليس لغن المجال الوحيد من فقد شمل الأمر القصص فتسمع القصة الواحدة بألف بطل من أهل لخيام ، وكذلك الشعر يعزى لألف قائل، إلا أنها في لغن جاوزت الحدود.

كاد بشار ابن برد أن ينتزع من جرير بيتين له لكن جرير أنقذت بيتيه شهرة قصيدتهما ، يقول بشار:
وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُها :: باتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكرانا
(إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ:: قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا)
فَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي :: فَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانا
(يا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍ :: وَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كانا)

وذات مرة كان أحد طلاب الشاعر الكبير الذيب الحسني ، يتعلم عليه الشعر فقال بيتين وعرضهما عليه وهما:
أدام عليّ الوجد أنيّ كلما :: رأيت سنا برق تذكرت مريما
تذكرت منها المقلتين وجيدها :: إذا الربرب الغادي تلالا تنسما

فاستحسن الذيب البيتين وأراد مصادرتهما فقال للطالب: لقد تشابه عليك الشعر فالبيتان قديمان وقبلهما بيت لي أقول فيه:
إذا قيل من أضناك قلت مجاوبا :: ببيتين مرويين عمن تقدما
أدام عليّ الوجد ..

من أشكال ازواجية الملكية العقارية أن يعمد أحدهم إلى برزة (نيمرو) لغيره فيبني  بيوتا فتكون الأرض لمالك والبناء لمالك فيقوم النزاع.

وذات الأمر يحدث في لغن وهو ظاهرة (اسليخة) يقول الأديب الطيب ولد ديدي رحمه الله وقد تعرض للأمر:
اسلخ لى حد افذو العهود :: گاف اطلعَ بيه النفشَ
ما سمّ راصو باط انعود :: نعطيه الرگبه والكرشَ
وهو ما يعطى عادة للسلاخ عوضا عن عمله.
وكان الأديب عابدين ولد التقي يوقع بعض گيفانه فتجده يقول:
هذا الشور إنهولْ :: خلّ بين العينين
عابدين إسولْ :: عن عابديم امنين
ويقول:
لا گلتِ ذو لهوالْ :: ؤگلتِ ذ الشور الزينْ
گولولي هحْ ألالْ :: امّكْ يعابدينْ

وفعلها امحمد ذات گاف:
نعرف عن حد اگبيل شاف :: إعويناتْ المشعورَ
ما ينساهم، والگاف گافْ :: امحمد لاحمد يورَ

 لابد من تشكيل لجنة مختصة لرقمنة القطع الشعرية ، وعلى الأدباء الأحياء جمع وكتابة وطباعة دواينهم حتى لايدخلها ماليس لهم ولا يخرج منها ما هو منها.

لقد أصبح أحدنا لايكاد يحكي گافا في مجلس أويكتب طلعة على صفحته ويعزوها لأحد حتى ينبري له من يقول إنها لعمرو وليست لزيد فيقوم التنازع.
قَضَى كُلُّ ذي دينٍ فوفّى غريمَهُ :: وَعزَّة ُ مَمْطُولٌ مُعنًى غَريِمُها

ذات أنس إبان احتلال العراق للكويت 1990 كنا في درس بعد المغرب في مسجد الإمام بداه ولد البصيري في الحي العتيق بلكصر ، وكان العميد الأستاذ محمدن ولد سيدي إبراهيم يحضر في تلك الفترة دروس الإمام بداه ، وكان يجلس عند ساق الكرسي الأحمر الشهير الذي يجلس عليه الأمام ، بينما نكون نحن في دائرة حول الإمام:
كأنَّنا هالةٌ بالبدر دائرةٌ :: والبدرُ يَكشِف عنَّا ظُلمةَ الغَسَق
في ذلك الدرس وصل الإمام الأكبر وجلس على الكرسي وقبل أن يبدأ الدرس سأل:
هو محمدن ماجَ الليله؟
قال الجميع:لا
قال الإمام بداه: ألا الناس امسوغيين إعليّ گاف هون عني گايلو وأنشد بصوته العذب:
كانْ الكويتْ إبّيشْ إدامْ :: ما ييدمْ منو ماهُ (بوشْ)
وامنينْ إلّ دخلو صدامْ :: طيّرْ مغطايتْ ذاكْ البوشْ
ثم أضاف: آنَ أخباري من انگيّفْ اعلَ الكويتْ
إذا كان الإمام الأكبر بداه قُوّلَ ما لم يقل فكيف بسبلتِيف الأخرى

وذات برنامج ثقافي في إذاعة موريتانيا في التسعينيات حكى مقدم البرنامج گافا للأديب الكوري ولد اوداعه عازيا إياه للأديب الشيخ ول مكي رحم الله الجميع:
خالك حد اشوين واكحل :: طراش ؤكماش
وافيسد واحريص واوحل :: فيه الناس امناش

وكان العملاق الكوري حينها يستمع للبرنامج ولما سمع الگاف كتب لمقدم الرنامج:
طيتْ اغنايَ دونْ لفتَ ::  للشيخ اشلو بيه
ماهُ فاصلْ فيه وانـــتَ :: ماهُ لك تعطيه

وذات هول اتهم دودو سك (محمدن ولد ابن المقداد) الأمير سيد أحمد ولد أحمد العيده باسليخت گاف له فقال في النحية :
گأفِي هاذَ بَلّو :: گافِي بعد ألاّلِي
لَمِيرْ إسلخْ جلّو :: ؤتمْ الگافْ ألالِي

فرد عليه سيد أحمد:
ذِي النحيَ راعيهَا :: باگي يَ فعّالي
محمدن بيهـا :: و الصحبِ و الآلِ
وفي (الصحبِ و الآلِ) لفُ قدمٍ من أن محمدن (دودو سك) كان ينسج له بعض صحبه لغن خاصة سيديا ولد هدار.

ومن الطريف -والشيء بالشيء يذكر- ماجرى من مداعبة بين الأديبين عبدو ولد محمدن واتقان ول النامي، فقد عزا النامي الگاف الشهير:
مزلت إيلَ راد الجواد :: انخلي عزت عرادي
لولادي ويخلوه زاد:: أولادي لولاد أولادي
عزاه النامي للأديب أباهيم ولد الطالب فزاز ، و رد عليه الأستاذ عبدو ول محمدن َ بأن الگاف لامحمد ولد أحمد يوره:
گاف امحمد ذاك إلّ فيه :: إلّ فيه و خبرو وجيه
اعيات الناس اتحجّب بيه :: الحد اوخر طاهْ اتقان
ولاّ ماهُ فالُ يعطيه :: (إلى النهر من ثوبانَ)

فرد على الأستاذ اتقان:
عبدو حازْ ؤلاهِ تفزاز :: گافْ الولْ الطالب فزاز
لمحمد وآراهوَّ زاز :: الحدْ افحيازت لنظام
كرامه گاع إلّ ما حاز :: (حد أصيل افتكانت شامْ)

إن البقر تشابه علينا.. فالبدار البدار بالكتابة والعزو الصحيح ، فالعزو من الدين ..
  فَإِن بَادَرْتُمُوهُ تُدَارِكُوهُ :: وَإِلَّا يَسْبِقِ السَّيْفُ الْبِدَارَا

 كامل الود

الأحد، 8 سبتمبر 2019

محمد ولد محمد اليدالي 


لإن كان سبب اختيار قدماء تشمشه لمنطقة " إيگيدي " على ما فيه من شظف العيش هو إشفاقهم على ذريتهم أن يبطرهم الغنى و يوردون في ذلك حكمة صنهاجية: "عليكم بأرض سبعها الذئب و مرضها الجوع و فاكهتها دقيق العلك" ، فإن الجد أبيري قد يكون اختارتخوم "آوكار لبكم" مقاما لذريته لذات السبب.
 وأبييري هو الولي الكامل محمد بن عَبدِ الْجَبّار بن مَلُّوكْ بن بَرْكَنِّ بن هَدّاج بن مَغفر بن أودَيْ بن حَسّان.
عرف أبييري بالصلاح والسيادة وحفر الآبار والعباده وكان مع نسبه الحساني مولعا بالعلم ويتعاطاه دون اطراح السلاح فجمع بين السيف والقلم والكتاب والركاب وظلت تلك الميزة باقية فى عقبه كحال عقب أخيه عبد الله المعروف بـ " أجَمْ " بن عبد الجبار جد قبيلة "إجمان" وإن اقتصر على السلاح أخوه أحمد جد قبيلة أولاد أحمد البركنية وقيل عمه على اختلاف بين المؤرخين هل أحمد: ابن عبد الجبار أم أخوه ؟ .
سكنت قبيلة أولاد أبييري فى منطقة بوتلميت وضواحيها من دوران آوكار، ومن أبناء أبييري المباشرين و أبناء إخوته وأصهاره تكون حلف أولاد أبييري والذي يضم: أولاد أنتشايت أولاد خاچيلْ و إدادهس وأهل أحمد الفالِّ و أهل محمد  وأهل محند نلله وإدبعمر وأولاد اعدجّه و أولاد موسى و إدابهم ...
ومن أهل أحمد محمود ولد سيدينا ولد محم ولد بابو ول خاچيلْ تنحدر أسرة أهل محمد اليدالي ذات المكانة العلمية المرموقة فى المنتبذ القصي.
تزوج محمدْ اليدالي بالسيدة ميمونة بنت بابَ ولد الشيخ سيديا وكان له منها ابناه الأديبان الكريمان محمد وأحمد وأختهم الفاضلة أم أبناء أحمد محمود ولد الشيخ الوزراء : محمد وسَميُّ جده محمد اليدالي وعبدالله والطبيب الشيخ والضابط سيديا.

ولد محمد ولد محمد اليدالي سنة 1910 ونشأ فى بيت علم وصلاح على ما ينشأ عليه ناشئ الفتيان من أمثاله فقد رباه أبوه على مكارم الأخلاق وحب الأدب تعلم علوم الشرع والآداب وتعاطي الشعروقرضه بنوعيه الفصيح والشعبي.
كان والده محمد اليدالي من رجالات أولاد خاچيلْ التاريخيين ومن أبرز زعمائهم..
كما كان جده احمد محمود ولد سيدينا بالإضافة إلى عالى ولد عبدي أهم رجلين فى قبيلة أولاد ابييري عاصرا ظهور الشيخ سيدي الكبير. 
 كان محمد ولد محمد اليدالي صافي القريحة عِدَّها ويعتبر من أكبر أساطين الأدب الشعبي وأحد رموزه ومراجعه ، ويعرف عصر محمد ولد محمد اليدالي ب"الانصار" و" العصر " مجموعة من الأصدقاء المتلازمين ومن بين عناصر هذا العصر المختار ولد هدار والشيخ ولد مكين ومحمد ولد أبن ولد احميدن والعالم ولد البشير والمختار ولد حَمَنِّ اليدالي الملقب بالشاعر ومحمدن ولد سيد ابراهيم وهمام افّالْ ويعرفون كذلك بـ " المهاجريَّ " لتنقلهم بين المنتبذ القصي والسينغال.
كان عصرهم يمثل العصر الذهبي للأدب الشعبي أيام محمد ولد انكذي المعروف بـ " لعورْ " وابنه " حمََّ " وكانت دار محمدن ولد ابن المقداد فى أوجها عرف المهاجريّ بأناقتهم وفتوتهم واقتدارهم وسرعة كيفانهم فى ليالي السمر ولعور ولد انگذي يسقي القوم من هوله صافية لا للسلاف ولا للورد رياها.

من أدب محمد ولد محمد اليدالي:
ذ النوب حامد للقهار :: مستراح ابگلت لخبار
مان رايغ منصب يندار :: لاهِ ايوديلِ شناعَ
عند حيط امن الطين ءُ دار :: يكفونِ ل اجماعِ ساعَ
ءُعند مال ءُ عيّالْ افْدار :: فالصّحرَ شارب واشباع
وابمذياعِ نسمعْ مدار :: لخبار إْلتعطِ لذاعَ
والغريبْ المنصف لَدار :: اجماعَ وياهْ اجماعَ
واموافق دستور المختار :: واعيانْ الحزب اعلَ الطاعَ
أُلانِ دايرْ رزق افْلعبادْ :: كافينِ من فصل ساعَ
أُلانِ دايرْ شفاعَ زادْ :: كافينِ مُولْ الشفاعَ

وله :
أنوال إلّ كان البال  ::إبْهمُّ فيه ألا مزالْ
افْبلُّ واطرالُ ش دالْ :: إعلَ قدرتْ ملانَ بعدْ
فالعين اتشوفُ ماهُ قال :: أ نوال ابگد ينعد
خاط حد ء ذاك أ نوال :: كيف إلّ ما فيه اتل حدْ

وله أيضا :
لما شفت اعليك إخليك ::اشوي امن ال متواليك
منْ عزتنَ مختل اعليك :: اثر يعطبن گاع اغلاك
وانفعن حامد لَلَّ فيك :: ذاك ءُ ذَ نَبتِ عتْ امعاك
ما نبغيك أ لا ما نبغيك :: وان عين بعد امن أوراك
غالبن مزلت انحاذيك :: ءُ تركك گاع اغلبْ لِ من ذاك

له أيضا :
ما عزمِ يَ سبت لهلاك :: كنت السكن فابلد مرياك
ما يور فيه أً لان شاك :: عن ي اغل غيد احللن
كون انتمُّ فابلد وانراك :: ما ف الدهر إلِّ يفصلن
نتلهاو اللهو ال حاك :: لخلاك ابحالتن كن
غير اتكلب هاذ لوان :: من ذاك الدهر اخلعن
والناس اف قديم الزمان :: ابناء زمانهن

وله :
ذ دار اف زر انكين :: اخلات امن الحيين
واحسي أحمد مسكين :: ما فا وهامُ حيَّ
وارفد ش كان ازوين :: تلْ البعلاتيّ
ءُ رجلِ لنصاْر ابعاد :: وابعاد إلِّ بيّ
من واعگوبتْ زاد :: الدني ذيكيّ

وله:
تهجالكْ ذَلِّ هونْ شاعْ :: زادكْ عند الرجالَ
بيكْ إلِّ يختيروكْ گاع :: الرجالَ هجّالَ

وله أيضا :
هاذ لستقلال استقلال :: انكژْ ابلقوالْ أ لفعال
الحمد لله ءُ لا قال :: من زينُ عندِ بعد آن
ماهُ نعرفْ وقت الزوال :: امرَ منشالَ عجلان
تتلفت واتخرصْ طيارْ :: منخلعَ منُّ فتران
منْ هيَّ راهِ من لنصار :: اجناتْ أُ منِّ زَدانَ

أرسل الشيخ ول مكي وهو فى السينغال رسالة لصديقه محمد يستفسر:
سلمْ لِ لَعْدْ أنجيكْ :: وافْلغرورْ أنكافيكْ
أعلَ منّينَ ذيكْ :: وأعلَ مـــانَ ميَّ
واعْلَ عَيّ واعليـكْ :: واعلَ زادْ إعلَيّ
ءُ خصّصْلِ لاتسْغرْ:: باسلامِ عَيَّ ســرْ
وامْنْ الگرّاظْ أحذرْ:: ءُاوسيهَ جَبْدِيَّ
ءُ سولْهالِ عنْ زرْ:: الناسْ الشرگيّ
ءُعن ذاك الحدْ أياكْ :: مابدّلْ شِ بيّ
ولْ منْ ذَ فيهْ أغباْك :: ســـوّلْ عنُّ عَيّ
و إلِّ گالتْ لكْ فيهْ :: مشِّيلِ يالنـزيهْ
بيه ءُلا يعلم بيهْ :: كونْ أنتَ خفيّ
هذا لينْ اتواسيه :: إگرْ أفطنْ فيّ
وإجمّلْ وانكافيهْ :: مزلتْ إلْهَ هِيّ

فردعليه محمد ولد محمد اليدالى :
لحكتْ أسلامكْ فتْ :: للشّعارْ إلِّ گلتْ
وافطنْ عنِّ عدلتْ :: تلحاگُ بالنيّ
وأعگبتْ أصَّ جابدتْ :: عنهمْ وحدِ عَيّ
ءُ گلتلهَ ذاك إلْ زاد :: گلتله من لمْرادْ
ءُ گالتْلِ عنك گادْ :: فالناسْ الشر گيَّ
تدرك شِ من لمگادْ :: بالشرطْ اعلَ عَيّ
تعجل واتوادعْ زاد :: الناس الگبليّ
والحد الْ گلتْ ءُراك :: اجْبرْ لمعارفْ هاكْ
منهم غير أصّ ذاك :: فلِّ گالتْ هيّ
مانسََّ فيكْ ءُ شاكْ :: عن سبتْهَ عَيّ
والمُكَفَاتْ إلْ طيتْ :: فالرّسْلَ راهيَ
نكبظْ فيهَ لَجيتْ :: منْ گبْلَ لحذيَ

الشيخ بن مكي :
سلامٌ كالمدام :: والوردِ والخزامْ
تـجـرى به الأقلام :: منِّ و التحيّ
إلى الأخِ الهمامْ :: وبعدُ : إنيَّ
في خير وإكرام ::وانْ لَباسْ إعليَّ
وِانْ إلحگْنِ لكتابْ ::الرّاسلْ بالجوابْ
بأحسنِ الخطابْ :: سجعُ عربيَّ
وانظرتُ منْ لعگابْ :: ماجمّلْ شِ فيّ
منُّ وانظرتْ افبابْ :: نظمْ الحسانيَّ
ءُشفتْ إنِّ فالعرادْ:: مانِ جابرْ مُفادْ
دونْ انخلِّ شِ عادْ :: بينْ إلاهْ أيديّ
ءُجلّجنِ ذاكْ ءُ زادْ :: حزمِ گول إلْ عَيَّ
ولِّ فيهْ السدادْ :: منْ ذَ عادْ إعْليَّ
لابدْ امْنْ انواسيهْ :: لعادْ اگعادِ فيهْ
السدادْ أسمِ بيهْ :: وِيلَ عادْ امْجِيَّ
فيهْ السدادْ إلْهَيهْ :: إعلِيّ فيْديَّ
كنتْ امْجيَّ سابگْ :: ترسلْ بيهَ عيَّ
واشگالْ ءانَ سابگ :: واجبرتْ الدّربيّ

محمد ابن محمد اليدالي :
الحمدُ للگسامْ :: إلِّ واسَ الأقلامْ
تُغني عنِ الكلامْ :: كاملْ بالكليّ
والسعيْ إعلَ الأقدامْ :: مُوجبْ ذِي القضيّ
بَعدْ أتمْ السّلام :: هوّ و التحيّ
يالشيخ إنِّ ذانَ :: منْ كرمْ مُلانَ
سالكْ من لهانَ :: وانْ لباسْ اعليّ
وانرَ زادْ افلانَ :: هيّ لكثرْ فيّ
وِانْ الحدْ إلِّ كانْ :: شرگْ احزيمُ يمْتانْ
من تصريفْ الزمانْ :: هونْ اثبتْ فأيْديَّ
عنُّ عدّلْ مكانْ :: من روصْ الشرگيّ
واحْجَبْ مكانُ ظانْ :: وافهمْ ذِي الكيفيّ
واعرفْ عنِّ مُراكْ :: ريتْ امّلِّ شِ حاكْ
فاهلْ أفجّارْ ءُ ذاكْ :: ماگدُّ مَزيّ
ءُذكرولِ عنكْ هاكْ :: خطرَ حقيقيّ
و انكْ ماكانْ امعاكْ :: خاطرْ ماهُ هيّ
وارْسلِّ بلِّ فيكْ :: طارِ ولِّ فايديكْ
واياكْ ابْرَ ذَ البيكْ :: من شِ بايدْ بيّ
وابحالْ الخلطَ ذيكْ :: المُهاجريّ
وارسلِّ بلِّ رايْ :: منْ ش كاملْ فيّ
واعرفْ عنِّ نـگلايْ  :: وخيرُ العطيَّ

ومن مساجلاته مع الشيخ ولد مكين ، يقول محمد:
أشحالك عاگبْ ذِ لسفار :: يالشيخ إلْخلگتْ فالطيارْ
وامجينَ للعالم فالدار :: امعَ المليك إلّ يلهيك
وامجينَ للربيع انهار :: لحسان امعَ مَدّتنَ ذيك
نبغيك اتحدثْ بالمقال :: ابتأَنيِكْ العادِي فيك
عنْ شنهيّ عندك لحوالْ :: گبلْ امجيكْ ؤعاگبْ مَشيك

فأجابه الشيخ ولد مكيّن:
گبلْ امْجيَّ ما كنتْ انغيبْ :: وامْجيَّ من لمْجِ غريب 
يغير أثري ماكنت انصيبْ :: عن لمج فالطيار اعليك
ريتْ العالم واجبرتْ احبيبْ :: امّاتِي فاللهو المليك 
واجبارِ لِلْ فمْ امن أديبْ :: فالربيع اخلگ بين أيديك
ؤلا تگبظ ذاكْ امنْ اگريّيب :: ذ من ذاكْ إدورْ إكَفّيك
وأشحالك عاگب ذالمجالْ :: وأيّاك ألّ لباس اعليك
وأشحالْ إلّ تبغِ وأشحال :: إلِّ يمُحمدْ يبغيك

وقال محمد:
امْنَيْنْ الْيُومْ الْرَّاصْ اشْهَابْ :: وَاللَّحْيَهْ فَالْحَگْ اشْهَابَتْ
مَنْدَرْتِ گََاعْْ الْرَّاصْ اشْهَابْ  :: وَاللَّحْيَهْ فَالْحَگْ اشْهَابَتْ
فيردّ عليه الشيخ، لماذا لم تقل:
امْنَيْنْ الْيُومْ الْرَّاصْ اشْعَابْ :: وَاللَّحْيَهْ فَالْحَگْ اشْعَابَتْ
مَنْدَرْتِ گََاعْْ الْرَّاصْ اشْعَابْ :: وَاللَّحْيَهْ يَخَيْ اشْعَابَتْ

ومن طريف أخباره أنه مر مع خاله موسى ولد الشيخ سيديا قافلين من زيارة البعلاتية ، على خاله القاضي إسماعيل ولد الشيخ سيديا وكانت معه جماعة وأعِدّ الشراب (ازريـگ) ولم يصل إلى محمد فقد انقضى قبل أن يصل إليه لكثرة العدد ، ومعروف عن أولاد خاچيلْ ولعهم ب (ازريـگ) فقال محمد مداعبا :
هاذ العلب إلِّ فاطريـگ :: اعليهْ الناس المعلومَ
واعليهْ البرك َءُ و ازريـگ :: غير ألا حدُّ هومَ
وحين سمع خاله إسماعيل بالگاف أرسل له بقرة حلوبا

وله :
فرضْ اصلاتْ الجمعَه معروفْ :: وآمرْ بيه الحيْ الرؤوفْ
حد إلْحگ وقتْ اعليه ءُتوفْ :: ذاكْ إيجِ فالجامع شامعْ
كونْ أمنادمْ عذرُ مشيوفْ :: أعْمَى ولّ ماهُ سامعْ
ولّ حدْ اعجزْ عنْ لگوفْ :: ذَ ماتَ فالجامعْ طامعْ
يغير إلِّ ماهُ مقيس :: ألاّ حدْ ايشوفْ ءُسامعْ
واحْذَ جامعْ وايْگدْ ايْگيس :: الجامع. ماگاسْ الجامعْ

وله أيضا
تبْ إلى الله بالعجلَ :: يَ عگلِ ف الدنيَ قبلَ
بغتِ المماتِ لا تخلَ :: واحذْر من بغتِ المماتِ
لا يغرنكَ فالوحلَ :: ذلَّ ترى من حياةِ
إن بغتِ لا تتنكلَ :: بعدْ الممات فرظْ آتِ
عن قريبٍ وافطنْ ثقلَ :: إتيانُ ما هوّ آتِ
لا تكنْ قانطْ خوفْ اعذابْ :: اذنوبكْ صدرتْ فْالشباب
رُبّ قلب كانَ فاشقابْ :: للشرّ مأوَى هكاتِ
صارَ مأوى فيه الثوابْ :: للخير والبركاتِ
نفحاتْ الربْ العجيبْ :: خوفْ اتعظمْ سيئاتِ
أقربُ من كلّ قريبْ :: لطالبِ النفحاتِ

توفي محمد ولد محمد اليدالي سنة 1990 ودفن فى البعلاتيه وخلف بنات كريمات وخلف ثناء خالدا ورثاه الكثيرون على رأسهم العلامة المؤرخ المختار ولد حامد الذي يقول فى رثائه :
أقول لمن أتاني بارتحال :: سَميِّ محمدٍ أبِهِ اليدالي
كريم أب نعيتَ كريم أمٍ :: كريم أخ نعيت كريم خال
تجمع فيه مجد فى ذويه :: فزاد من المكارم والمعالي
تلقى راية رفعت لمجد :: لديهم باليمين وبالشمال
فجاءته المكارم واردات :: فكان كصاحب البيت الموالي
" فأرسلها العراك ولم يذدها :: ولم يشفق على نغص الدخال "
تشير له أنامل كل قوم :: إذا سئلوا من الرجل المثالي
خلال " فقيه مكة " فيه ، فيه :: نرى مافى الخليل من الخلال
وثمَّ مودةٌ فى كل قلب :: وتقدير لقدرٍ فيه عال
هنالك فى الحقيقة فيه معنى :: عميقٌ قاصرٌ عنه مقالي
أيا رباه بَوّءْهُ مقاما :: من الجنات وارفةِ الظلال

كامل الود

السبت، 7 سبتمبر 2019

اتعرگيب


اتعرگيب أولحريش أوالتحراش، هو نوع من التضامن مع المطلقة، والدعم المعنوي لها، في مجتمع أمومي تدلل فيه المرأة وتختال ملكة واثقة الخطى.
فجرت العادة إذا طلقت سيدة أن يعمد رجل من العصر إلي ثور أو جمل فيعرگبه، وأن يقول قولا معروفا موزونا مقفى.

ومن أشهر ما قيل في اتعرگيب قول امحمد ولد أحمد يوره:
الطلاق اعيَ يتوسد :: متن الشعبَ و الشين أشد
وافذَ الطلاق إلّ يرتد :: عن لحريطانِ للرّعبوبْ
اعرفنَ عن يتخَلَّ حدْ :: ماهُ شين ءُ لاهُ مشعوب

ويقول محمد عبد الله ولد سعيد ولد عبد الجليل مخاطبا الأمير بياده لما علم بطلاق منت البار:
لَحَّگْ لِلِّ وَاسَ فِالشَّرْ:: الْ لاَحِگْ لَخْلاَگْ اُلاَظَرْ
مِسْلِمْ عَنِّ نِبْغِ نَجْبَرْ :: مَرْكُوبْ اِمَرَّگْنِ لِلدَّارْ
اجْمَلْ مَعْلُومْ اِعُودْ اذْكَرْ:: نِبْغِيهْ اُخَالِگْ مِنْ لَخْبَارْ
اَلِّ مَذْكُورْ الْحَگْهُمْ شَرْگْ :: كِيفِتْ تِخْلِيِّتْ مِنْتْ الْبارْ
رَاعِ ذِيكْ اِيلَ عَادِتْ حَگْ :: كَافِينِ مِنْ مَرْكُوبْ احمارْ

ومن الطريف أن ولي الله الشيخ محمدو ولد حبيب الرحمن وكان مجذوبا زار مرة امحمد ولد أحمد يوره وبين يديه ابنه محمد باب والقاضي اميي وبدا الولي المجذوب غضبان أسفا فقال له امحمد ما أغضبك يا محمدو فقال إن ابنتي " حَسْـنَـه " طلقت ولم يعرگب لها أحد منكم! فقال امحمد مخاطبا محمد باب واميي وقد أزال مؤونة التحفظ إكراما لخاطر الولي " الگوم حد منكم إيگيس الحاسي إيعرگب ثور وحد منكم إيگول ش، فقام محمد باب وفي قيامه قال في تورية بديعة ولزوم جميل:
أشياخْ التصووف :: ألا ذَ الشيخ ءُ توفْ
حگ ءُ بيهَ معروف :: ماهُ دَيْ اللسْنَ
وامنين إجينَ خوف :: هوَّ فيه إنْفَسنَ
وأمنادمْ جاهْ إشوف :: حَسْنَ وِيرَ حسْن

وذات طلاق في التاگلالت، كان حرياً بأحد العصرين (الفهامة) أو (امغاسيل) أن يعرگب، ولم يحدث ذلك فقال محمد عبدالله ولد الحسن:
خالگ ثور افلخيام :: گلتْ كتلو ثقيلْ
ما كتلوه الفهام :: ءُ لا كتلوه امغاسيلْ

ويقول عبدالله ولد امسيد:
تخليتْ لعلياتْ :: ألَّ گطْ اتوَساتْ
غيرْ امنينْ اتخلاتْ :: مريمْ مانَ مَتاوْ
مانلّ مَطروباتْ:: لعلياتْ اسّـوَاوْ
ذوكْ إلِّ مشدوداتْ :: خافو من يتخلاوْ
أوذوكْ إلّي مصحوباتْ :: منهمْ لصحابْ اوفاوْ
أوذوك المستحفياتْ :: أَّل باشْ استحفاوْ

وفي طلاق ببّاهَ يقول امغني متكايس:
راجل باشت غيد التشهار :: گالو عنو محظوظ ءُ بار
ءُ كافِ من حظّو عنّو دار :: بَبّاهَ واجبرْ بَبّاهَ
وآن حدِّ گباظ أخبار :: واسمعتْ ابمسلَ وساهَ
ولاّ گد الگايل عنهَ :: باطلْ من گد النباهَ
عنو رَ مسلَ زيّنهَ :: ملانَ بعد ءُ خلاهَ

ويقول آخر:
لا تنشطن سبّتْ فلشِ :: عرسك مرفود اعليه الدين
واعيات الرجال تمشِ :: عن ياسر من غايت لخرين

ويقول آخر:
افتخليت الْ منها مضنوك :: انگد انعرگب كنت اَفوك
ولّ ثور اكبير أمدروك :: عندي ساخي بيه اعليها
وابْلِ مانلَّ مامشكوك :: عني مانِ ساخ بيها
غير ألَّ باطل يالخلاگ :: مفهوم إنِّ بتواسيها
مالاهِ ابردلِ لخلاگ :: كون انعركب "راجل" فيها

ويقول آخر:
تهجالكْ ذلِ هون شاعْ :: زادك عند الرجالَ
بيك لِّ يختيروكْ گاعْ :: الرجالَ هجّالَ

ويقول آخر:
هح اصل آن لاهِ نمش :: ألاَ نعرف بل الوتات
مزدوف ألاَحاصرني ش :: وسامع عن جِلّيت اتخلات

ويقول آخر:
إيل عادت حك اتخلات :: غلَّ هذ يخلع وحدات
من لمشدَّ و الهجالات :: ما يختيروها تتخلَ
و الرجال فرحت متات :: يخلعها ماهُ لمولَّ
و امن الغَيبَ و كتنها جات :: من شورِ مَجات العِلَّ
هاذِ طلعَ زين و احفول :: إلغلَّ مگيولَ ولَّ
هذ گاف املِّ مگيو ل :: اعلَ را ص الطلعَ ولَّ

ويقول آخر:
مَذكُورَ نَصْرتْ غِيدْ الزّين :: وأزْينهمْ تبْسَـامْ اتْخـلاتْ
راعِ ذاك إِرفّـدْ وحْديـن :: -مَفاتْ احقّقْ- عنْ وَحْـداتْ
وانَگـظْ لَلْفـاظْ إلّ بَيْـنْ :: وحديْنْ إمْعَ وَحْداتْ إخْراتْ

كامل الود

گاز والحشعندما تستقيل الدولة تجف على الشفاه اللحون


هذا العام امتين عام گاز والحش، في الماضي كانت الدولة ترسل الإسعافات للمواطنين في الداخل، وهذه الأيام ترسل الدولة الوزراء للداخل لشرح برنامج الحزب الحاكم، وبذلك تضيف أعباء إطعام الحيوان الناطق، إلى أعباء الحش والعلف لغير الناطق.

و في عام رمادة مشابه جف فيه الضرع وهلك الحرث، كان محمد ولد ابيليل وزيرا للداخلية فأرسله الرئيس إلى السعودية لشرح الأوضاع، وقصصت عليكم قصة الحش والأمير نايف.

يقول الشاعر محمدولد بدِّي ولد مامون:
أين الشهامة ؟ أهل الريف تجمعنا :: بهم علائق منها الدين والرحم
في الريف كوخ وأطفال وعائلة :: والكوخ بالهَبَوات السود يرتطم
في قعر فيفاء لا ماءٌ ولا شجر :: ولا غذاء، ولا إبل، ولا غنم
والناس من حرج الإخفاق في هرج :: سيان في عقبات العيش كلُهمُ
عام الرمادة في الآذان ضجته :: لم يكتنز حين ذاك التبر والنعم
هل يستوي مُشتهي ريح الرغيف ومن :: دارت على رأسه الكاسات والخدم؟

يقول العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله:
تُحاشي لأهل الگـبلَه حيْ :: متوحش لمصلَّ والحيْ
واهدالي عن ممين ءُ حي :: غيرْ إلِّ مانِ متوحش
بوش الگاز الفارغ واشويْ :: أوخر واشويْ أوخر والحش

يقول العملاق الشيخ ولد مكيّنْ رحمه الله:
الشعب الهيكل گام فيه :: سبّ لسعافُ من الهيه
وافتر فلّ ماهُو اعليه:: وعاد افهّمّو متاكل
الْ فاسدْ منّو وانْبِيه :: عادْ أعليه الَّ تاكِل
رزقُ لسعاف اعاد بيه :: فلهياكل يتواكل
واشبه حد اخليه عاد :: باش اتْگـِلْ المشاكل
فالناس ءُ يخلاو زاد :: الّ لشياخ الهياكل

ويقول العملاق أحمدو سالم ولد الداهي:
من عند أحمد طنوين جاو :: اعلَ أيْدْ الشيخ ولا اوبْطاو
ماخلگت فيهم سَاوْ ساوْ :: وابلا فظَّ مدفوعَ
واعرف لبگـرْ عن ماتلاو :: اعليه أهلُ مخلوع
واعرفت آن بل اصبر :: والكرم إفذِ المجموعة
اعرفت ركّل عن تجبرْ :: ركّلْ ماهِ مبيوعْ

يقول الأديب اشريف ولد الحسين:
يَلّ معطاكْ ابلا مَنَّ:: تعطِ لمعاطَ لكبيرَ
جيبنّ غيث إعودِنََّ :: رحمَ يغنِ عن لحميرَ

يقول محمد ولد باگا:
لحميرَ جاتْ:: ياللاجئين
عادتْ بيناتْ :: البَطارين

ويقول فَالْ ول الدَّحَّ :
الحاكمْ حاكمْ :: عنّ ذَ الجانَ
يعطيه الحاكمْ :: عنو مُلانَ

ويقول أحد الشعراء:
يقسّمُه البشيرُ على مناه :: وربّ العرش أعلم بالبشير

ويقول أحد أدباء اركيز :
الهلال الدولة تعطيه :: للشعب إل تابع لخشيم
يغير الهلال أبديه ::افلخشيم امغطيه الغيم

ويقول الأديب الكبير المختار ولد دادا رحمه الله:
هلالكْ يالصّنگه ماروهْ :: ضعافك عگبُ ماجبروه
وابدهنكْ كانُ ينتظروه :: وامش ماشافولُ شَلّ
والسكرانتظروه أنظروه :: يبايع بيه ءُ يُحَلّ
ءُ گمحكْ ماجبروه ءُ صبروهْ :: للمولَ عزّوجلّ
وابگاوْ اسراويلْ انصارَ ::حرشْ اطوالْ ابلا تَمَلّ
مسكين الضعيفْ إيْلارَ :: واحدْ منهمْ مارَ غَلّ

ويقول المختارولد دادا:
جَيْنَ باكتابْ إلسْعافات :: كيفتْ عادتنَ فلّ فات
لُ نوبَ مُوّقعْ مرات ::عِمان الجفاف الشينَ
واعطين فالرنگ انهَرات :: ننتظرُوه، اطوالْ اعلينَ
رحنَ فيهم من لُگِيّات :: إلِّ كانُ تحت ايدينَ
وارجعنَ حُفاةً عُراةْ :: ننجر باهدبْ عينينَ
والشعبْ اثرُ ما يتغابَ:: متفاصلْ (لِيَسْتَيْقِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ - وَيَزْدَادَ الَّذِينَ)

ويقول:
هاذ الحاكم بعد إگسم :: لسعافْ أعلَ حال أمسگم
بيه ألّ ماه مستغنم :: حدْ أسمع ذاك إصبّعلِ
يا الگوم الله ينسخ لغنم :: ماذ كالتْ من دهنْ إعل
وازرع عيشه و إلبن مريم :: يالگمح انت تسّمعْ لِ

كامل الود

كتبتها أيام حجب النت عن المنتبذ القصي


أمشي أناجيكِ يا "كبّاتُ" يا قمرا :: "بتوجنينَ" ويا طيفا بها رقدا

يا"كَجَّ حاكِمنا" المسكين، يا حلما :: "بالكـژرتين" متى نسترجع الرغدا؟

من شرفتي تلك المطلة على الشاطئ اللازوردي عاودني الليلة الحنين إلى المنتبذ القصي ..
كنت استمع للمطربة الإنجليزية الرائعة " Adele " وهي تغني:
"Set Fire to the Rain"
أشعل صوتها الحرائق في دمي بدل إضرامها في المطر..

أوقفتها وأدرت شريط " لحبش" ميزة ذلك الشريط أنه من سدوم والخليفة وعُليّ، وأنه شجي وأنه على التيدنيت..
غنى سدوم : الشوق يفتح ألف نافذة خضراء ...
قفز إلى ذهني إفكو ولد محم بيد وكيف أن التي يهوى كانت بعيدة المزاز منه وهو عند " لكراع لحمر " وفجأة نزلت قريبا عند " احسي أفلجيط " فأنشأ :
إلّ نفنَ نقصد :: بيها متن اتمنجيط
إلْ لخلط نزلت عند :: إحسيْ أفلجيط
وأعظم مايكون الشوق يوما :: اذا دنت الديار من الديار.. ثم تذكرت ترياق الشوق، إغن الشيخ ولد مكيّنْ وتذكرت أن إفكو كان يعجبه اغن الشيخ رحمهما الله، وكان يعجبه سبك الشيخ لهذه الطلعة فهي تحفة فنية:
بتلميتْ اعطيتْ شَيْلْ :: فيه انهارينْ ابلا امثيلْ
احسانْ، ءُ فضل، انهارْ، ليل :: بين أفاضلْ، ما فاضل
عنهم فالفضل اليوم شِيلْ :: إلْحدْ اتلَ من لفاضل
ءُ ريتْ اجماعَه ما تنسوَ :: فالفضل ابلا مناضلْ
موثوقَ تعرف تستوَ :: فضلْ، ءُ تعرف تتفاضل

حجب النت عن المنتبذ القصي زاد إحساسنا بالغربة لكنه أبان لنا ما كانت تخلقة لنا النت من التواصل والدفء:
جزى الله يوم الرّوع خيراً فإنه :: أرانا على علّاته أم ثــابت
أرانا رُبيبات الخدور و لم نكُن :: نراهنّ إلا عن بُغاة بواغت

ثمة أشياء لانحس قيمتها إلا في عز لوعة غيابها

لحى الله حاجب النت
حتى الأيدي لم تعد تمتد إلى وجبات سريعة كنت أعدها وأقربها لرواد هذا العالم الأزرق وأقول ألا تأكلون...
قلّت الأيدي الممتدة إلى الزاد..
لو أن أهل الدار لم يتصدعوا :: رأيت خلال الدار ملهى وملعبا

ولوْ أنّ أهلَ الدّارِ فيها كَعَهْدِنَا ::وَجدتُ مَقيلاً عِندهمْ وَمْعرَّسَا

تذكرت گاف الشيخ السائر
عت املّي گاف انگولُ..
أنا كذلك: عتْ امّلي شِ نكتبُ :: يغلبني نجبرو لايِكْ ..
لله بعد القوة والحولُ
ومع الأسى حمدت الله أنّ جُلّ قرائي من الداخل وإن كنت أفخر بقرائي من أهل الشتات..

لا أوحشَ الله منكم الربعَ أهلَ المنتبذ
سجرتني الموسيقى شوقا مع ناشئة الليل الأولى لكن حين سجا الليل خفت حدة الحنين ومع افكو وابن مكيّن شعرت بخدر لذيذ بدأ يداري ذلك الحنين..
تصبحون على شمل ملتئم..

كامل الود

بين السفح والجبل


ربوع تگانت حيث الطلل الناطق بالشعر والشجو، وحيث الجمال و أكمام النخيل والقصر المشيد وحيث المتيم المعلل بالنسيم وبالنشيد.
وعلى خطى ول آدبه: الرشيد إحيَّاكْ و أشْوِي وتيمجيجات و الحرج وأم اطبول و أشاريم وتنيامن وأرْجِ و وإدوجن و أشاريم وانواشيد ولحويطات، إلى تخوم المجرية بموقعها الجميل بين الكثبان الرملية و السلسلة الجبلية.
والجبل الأشم "أشتف" الذي يرتفع 700م فوق سطح البحر، و"انبيكه" بجمالها الخلاب و بواديها الجميلة " تامورت أنعاج " وخزان "كانكارا" وحوض "مطماطا " ذي التماسيح البحرية التي تعيش على مياه الأمطار المنصبة من أعلى جبال تكانت. و"الواد لبيظ - لدندان" حيث "لكصور و" السهول والهضاب، والأودية والبطاح إلى سبخة "أشاميم" إلى أقصى جنوب آدرار (ظلعة الشعرانية) على ضفة منخفض "الخط" الفاصل بين آدرار وﺘﮕﺎنت
فى هذه الربوع نبت الشعر على الطلل وتفتحت أكمام الموسيقى فتعانق النغم واللحن والكلمة.

يقول الأديب محمد ولد ودادي رحمه الله، وقد عاش أربعين سنة ونيفا في وطنه تگانت وذالك مابين 1860 و 1908 ، أحبّ فاطمة بنت الحامد، وبعد أن عقدها وقبل أن يدخل بها ذهب في رفگه وترك الحلة في ربوع تندمك وبعدعودة الرفگه لم يجد الحي في ربوع تندمك حيث تركهم وشاهد ضريحا بسفح الجبل فقصده، وحين وقف عليه وجد حجرا نقش عليه اسم زوجته فاطمة بنت الحامد فترجل عن فرسه وقال:
ألا فاربعنْ بالربع من سفح تندمكِ :: وفي كل ربع من مرابعها فابكِ
فنزراً به صون الدموع كأنه :: تَحَدّرُ منظوم الجمان من السلك
لئن كان في الأيام ملهى ومشتهى :: ففيها ، وإلا عدّ عنهن للنسك
لعل مُضاعَ العمر في اللهو والصبا :: يبَدله حسنا إلهك ذوالملك

ويقول الداه ولد سيدي الأمين ولد أحمد:
غرامي بالرحال على الجمال :: تحط لدى الخيام على الرمال
وانتظر القدوم لماء بئر :: سيقدم بالرواح أو الزوال
ولا سير السفائن في اشتعال :: ولا دور الضياء مع الزلال
وأذكر بالنحيب خيام قومي :: بأنحاء الرشيد على التلال
وأنحاء الأضاة فإن دمعي :: عليها اليوم منطلق العزال
تجوب بي النجائب وسط نجدي :: أشاريم في اليمين وفي الشمال
إلى أم الطبول وكل هضب :: إلى وادي انكدي وذي السيال
سلامي والسلام له حروف :: بماء الدر تكتب للوصال

ويقول امْحمد بن الطلبة الأباتي
قد أيقظت دمن قفر مرابعها :: تليد ماضي الهوى ونائم الشجن
يا عين جودي بما قد كنت صائنة :: من الدموع على تذكار ذي الدمن
هذى منازلنا وذي مـــنازلنا وتي :: منازلنا فـي سالف الزمن
العينَ فالنّيرَ فانجيْلاَنَ يا عجبًا:: صارت مراتع أهل البحر والسـفن

وهي مواضع بين العين الصفره في آدرار و مركز الرشيد الإداري في تگانت.

وله:
ألا ليت شعري هل أبِيتن ليلةً :: بخيْرانَ إذ هَضْبُ الظِّباء حَذائي
وهل تر عيني لأﮔْشَــطَََ مَرةً :: وفي رَمْل ﻟََﻌﮕﺎلِيَ كان شــــفائي
بلاد بها قَطّعتُ نَظْم تَمائمي :: وجرّبتُ فيها للشـباب رِدَائي
لياليَ يدعوني الهوى فأُجيبه :: وحيث له أدعو أجاب دُعائي

ويقول محمد الامين بن ختار الجكني رحمه الله:
فتى يمسي ويصبح في الرشيد :: يعلل بالنسيب وبالنشيد
وأكمام النخيل تريه زهوا ::على جنبات ذا القصر المشيد
يحن لأهله وفضول مال :: لعمر الله لم يك بالرشيد

كامل الود

لغبَ


دخل هشام بن عبد الملك على زوجته أم حكيم بنت يوسف فرآها ساهمة، فقال لها:
في أي شيء تفكرين يا أم حكيم؟
قالت: خير يا أمير المؤمنين
قال: أقسمت عليك إلا أخبرتني
قالت: في قول جميل:
وما ماء مزن في ذرى مرجحنّةٍ :: ولا ما أقرّت في معادنها النحل
بأحلى من القول الذي قلت بعدما :: تمكن من حيزوم ناقتي الرّحل
فليت شعري ما كانت قالت له حتى استحلاه ووصفه؟!
لقد كنت أحب أن أعلم ماهو؟

فضحك هشام، ثم قال: هذا شيء أحب عمك (يعني أباه) أن يعلمه، وسأل عنه من سمع الشعر من جميل، فلم يعلمه.
فقالت: إذا استأثر الله بشيء فالْهَ عنه.

وكان رجل من أهل المنتبذ القصي من أهل (لغْبَ) الشديد، وذهب ذات مرة مع رفاق له إلى السنغال لجلب الميرة، وفي طريقهم مروا باكصر من لكور فيه (كورية) على وشك الولادة، فقال الرجل لرفاقه إنه لايستطيع الذهاب حتى يعرف جنس المولود، حاولوا ثنيه فأصر فمكثوا معه بعض الوقت فلما طال مخاض الكورية ذهبوا وتركوه ينتظر.
وبعد أن قطع الرفاق مسافة من الطريق أناخوا للاستراحة والغداء، وبينما هم متحلقون على المائدة إذا بصاحبهم يرفعه السراب ويطرحه، فاتفقوا ألا يسألوه.
ومشكلة صاحب (لغب) أن حجم شغفه بأخذ الأخبار يوازي ولعه بإعطائها.
وصل الرجل فتلقوه بالترحاب وقربوا إليه الأكل والشرب لكنهم لبسوا الصمت، وأطبقوا الشفاه.
مكث الرجل هنيهة ينتظر سؤالا يخترق جدار الصمت، وحين لم يأت السؤال التفت إلى رفاقه وقال:
اكويري محيفاكم.

كامل الود

اشريف ولد الصبار


اشريف ولد الصبار

العلامة القاضي اشريف ولد سيدي أحمد ولد محمذن ولد الصبار ، من أهل المصطفى بن أوبك بن الأمين بن يوسف بن إميجن جد إدميجن ، وهم أحد فخذي إدوعمر " بنو أعمر بن باذلي بن أك".

وفي إدوعمر رئاسة قبيلة المدلش ورثوها عن جدهم أعمر ، وكان تركها له أبوه وهم بيت علم وصلاح وصيت وهم بطنان إداشفغ وإدميجن.
وإدميجن بطنان: أهل امرابط مدلش ، وأهل المصطفى بن أوبك.

ومن المتبقي من أهل المصطفى أسرتان: أسرة أهل نور الدين وأسرة أهل الصبار.

وخلف الصبار بن أحمد بن المصطفى بن أوبك بن الأمين بن يوسف بن إميجن ، ابنه محمذن ، ويلقب "بابه الإمام" وهو من أعيان عصره وقرائه ومدرسيه، وكان صوفيا جليلا وسيدا نبيلا.

درس محمذن ولد الصبار العلم على ذويه وعلى آل أشفغ موسى اليعقوبيين وفي مسجدهم التقى الشريف سيدي محمد الصعيدي.
وتحدث الشريف الصعيدي معه بلهجة شلحية أو مصرية كان يتكلم بها ، فذكر له محمذن أنه قرأ مختصر خليل " الجزء الأول " ويرغب في أن يفتح الله عليه في الباب وتقال "للجزء الثاني" فقال له: قل "ينعقد" وهي الكلمة الأولى من ذلك الجزء، وقل "فلا إشكال" وهي الكلمة الأخيرة منه ، ففعل ففتح الله عليه ولا سيما في هذا الجزء.

وقد أخذ عن الشريف الصعيدي " محمذنات " الثلاثة محمذن ولد أحمد للعاقل الأبهمي الديماني ، ومحمذن ولد احميد الموسوي اليعقوبي ، ومحمذن بن الصبار الإدوعمري المجلسي أخذوا عنه وتصدروا منه وطلب كل واحد منهم خصلة ونالها.

جرت ألفة بين الشريف الصعيدي ومحمذن ولد الصبار وكان الصعيدي يقول: ما أقدمني إلى هذه الأرض إلا هذا الرجل ، يقصد محمذن ، وأوصاه قبل موته أن يتزوج ابنته مريم إذا بلغت ففعل.

وكان محمذن قد تزوج ابنة عمه وهي بنت البساتي التي له منها محمد والسعد وانقطع عقبهما ، وتزوج مريم بنت الصعيدي وهي أم ابنه سيد أحمد وانحصر عقبه فيه.

خلف محمذن ابنه سيدي أحمد ، و يسمى أيضا "حمادي" وكان عاملا رئيسا لقومه، قيل إن فتيان الگبلة ثلاثة: حمادي ولد محمذن ولد الصبار ، وببها ولد محمذن ولد أحمد للعاقل ، وعبد الرحمن ولد محمذن فال ولد متالي.

وكان سيدي أحمد عالما مشاركا له اسهامات في العلوم ويقول امحمد ولد أحمد يوره في تقريظ أحد مؤلفاته :
فاق التصانيفَ تصنيفٌ أتيتَ به :: بين التصانيف مفهومًا و منطوقا
و المرء يأتي بما قد فات تكملةً :: بعد الإمامِ إذا ما كان مـسبوقا

وخلف سيدي أحمد ولد محمذن ولد الصبار ابنيه: الشيخ محمد عبد الحي ، وسيد محمد الملقب (اشريف) وهو سمي جده الصعيدي وابن بضعته.

اشتهرسيدي محمد بلقبه (اشريف) ولد سنة (1297 هـ / 1879 م ) عند "تارگه" قرب "واد الناگه " حفظ القرآن الكريم على يد والده و تعلم عليه مبادئ العلوم اللغوية والشرعية ، وسافر إلى الحوض الشرقي فأمضى فيه مدة ثم عاد إلى الگبله ثم رحل إلى محظرة أهل يحظيه بن عبدالودود حيث درس النحو ، ثم إلى محظرة أهل محمد ولد محمد سالم فدرس الفقه المالكي وبعض الفنون الأخرى ، وأخذ عن سيدي أحمد بن السعيد المجلسي.
كان الشريف عالما قاضيا ، قضى وهو ابن أربع عشرة سنة، جمع بين معرفة الفقه واللغة والعلوم العربية والإسلامية كلها إلى جانب التصوف.
كان مهابا بين القبائل معظما في المجالس معترفا له بالمكانة والفضل في منطقته كلها.
وكان رائق الشعر جزيل الألفاظ متين السبك يستخدم بعض المحسنات البديعية بقدر لا يصل حد التكلف ، كان مدّاحا للرسول صلى الله عليه وسلم يقول في المديح :
ما إن تلألأ وسط النقع في الحِلَق :: إذا الجموع غدت محمرة الحِدَق
والَجَلدُ من فَرَق ما فيه من رَمَق :: والجِلد من عرَق ما فيه من رمق
مثل الرسول الذي أصحابه وقيت :: حر الوطيس به في ملتقى الطرق

وله في الغزل:
برق يلوح على الأحباب أحيانا :: قد هاج للصب بعد النأي أحزانا
يا برق رفقاً بصب ذاق من كلف :: ما لم تُذق ميةُ الغراء غيلانا

ويقول في مدح أخيه وشيخه محمد عبد الحي:
هـو القطب عبـدالـحـيّ بعـد محـمّدٍ :: مـنَ القتْ له مـنهـا الزمـامَ الـمحافل
مُمِدُّ جـمـيع الكـون جلــبًا ومدفعًا :: وبـيـن سبـيل الله والغـيِّ فــاصل

وله في مدح أهل محمد ولد محمد سالم:
بهمُ ليالي الأصبحية أصبحت :: وعويص علم الدين فُكَّ حجابُه
بهمُ كتابُ الله أُتقِنَ : حفظه ، :: تاويله ، تجويده ، إعرابه
علم القواعد والأصول قد احْكِمَا :: علم البيان بهم أُذِلَّ صعابه
وكذا التصوف والحديث وقد أضا :: علم النُّهَى أشكاله وحسابه
والسيرة الغراء أُكْمِلَ عِلْمُهَا :: غزواتُه ، وبعوثُه ، أنسابُه

وله في العلامة الشيخ المعلوم بن عبد الله البصادي:
إن البكاء على البيقور مذموم :: إن لم يكن بقر بالصاد موسوم
إن الثناء على الأنصار محمدة :: والحمد لله نعم الشيخ معلوم

وله في رثاء الشيخ محمد بن الرباني دفين جزيرة تيدرة (ت. 1897م):
أيها البحر دونك البحر حلا :: فلتقل مرحبا وأهلا وسهلا
كنت أصل البحور واليوم حقا :: صرت فرعا من بعد ما كنت أصلا

وكانت محظرنه مدرسة للمنقول والمعقول، شرح مختصر خليل بن إسحاق شرحا سماه: "المسرول قبل التعميم"، لأنه بدأ الشرح بربع الإجارة ثم بعد ذلك رجع إلى مقدمة الكتاب وصولا إلى باب الذكاة.
كما ألف في المنطق والأصول شارحا عقود الجمان للسيوطي.
وعلق على لامية الأفعال وله قصيدة في الأفعال التي اشتهر مضارعها بالضم أو بالكسر مما لا جالب له.
وله في العروض نظم في أوزان البحور الخليلية، وشرح على ديوان الشعراء الستة الجاهليين.
كما فسر القرآن الكريم وله نظم في بعض معانيه ، وله نقلة في إباحة الشاي ، وله في التصوف " الدف المعروف بفراج " و " غناء الرجل بحضرة الشيخ " و " التواجد في أوقات السرور الشرعية ".
عيّنه أمير اترارزة أحمد سالم ولد ابراهيم السالم قاضيًا وهو آنذاك شاب يافع لتأكده من ذكائه وسعة علمه وبقي يقضي ويفتي ويدرس طلابه حتى آخر حياته القصيرة له منظومات وشروح ومؤلفات في الدفاع عن طريقته الصوفية " الصديقية " وفي موضوعات فقهية وقرآنية.

أنكر الشريف في بادئ الأمر على أخيه الشيخ محمد عبد الحي ، ثم اعتقد صلاحه وكماله وأصبح من كبار تلامذته ومن كبار أنصار الطريقة الصديقية ، ورصد أغلب أشعاره للدفاع عنها واكتساب المريدين والأنصار لها.

وقد أنكر بعض العلماء على تلامذتة الشيخ محمد عبد الحي وردا كانوا يُُّعدون طقوسه دبر كل صلاة وهو أن يُغمز الطبل " الدف المعروف بفراج "ويحلف أحدُ التلاميذ ثلاثا بأيمان مغلظة:" وخيرت بالشيخ محمد عبد الحي " .
وأنكر عليه ذلك مع أشياء تتعلق بالألهام والكشف جماعة من علماء البلد منهم
الشاعر والعلامة محمد الخضر بن حبيب الله بن محمود بن حبيب بن المكي الباركي (ت: 1345هـ).
وقد تحاكموا إلى القاضي الشهير ذي العرض السمين محمدو بن أمينو بن الفراء بن المازري التندغي ، الملقب " باب حمدي " قاضي اترارزه العادل.
وقد سميت تلك المنازعة بـ "الصبارية " وشهد مرافعاتها كبار علماء المنتبذ القصي وكثرت فيها النقول والنقائض.
وكانت عام 1336 هـ 1918 م ، عام انتهاء الحر العالمية الأولى ، يقول العلامة المختارولد المحبوبي في نظم حوادث السنين مؤرخا لها:
وعام "لوٍ" مات من فاق الورى :: فى العلم والحلم وفى التقى ، البَرَا
كان جميل الخلق عدلا مرتضى :: وهو ابن بَگِّ ذو العلوم والقضا
وجودة الأشعار والمطالعه :: وفيه سلم الروم ، والمرافعه
بين الشريفين ابنيِ الصبار :: وعلماء البلد الكبار

حظي اشريف ولد الصبار باحترام وتقدير أجلاء عصره ، يقول فيه العلامة أبو مدين بن الشيخ أحمدو بن سليمان الديماني:
أحسنت إذ كنت لم تعبأ بما قالا :: من أهل قطرة فيك القيل والقالا
إن الشريف بحلم الجد يقطع مِن :: بِيد المشقة والأكدار أميالا
نلت القضاء بلا كد ولا طلب :: ولم ترد في القضا من رائش مالا
إن الألى حاولوا كتمان أمركم :: صيرتم أمرهم بين الورى آلا
ثاروا فلم يطفئوا نور الإله ولا :: نور الرسول الذي كنتم له آلا

ومدحه مجدد عصره العلامة بابه ولد الشيخ سيديا فأحسن في قوله:
من كان للعلم والآداب متصفا :: وأحرز الشرف الديني والحسبا
وكان من عبد شمس في الصميم ومن :: عمرو العلى وصفت أخلاقه وصفا
وكان من مجلس العلمي من نفر :: هم مجلس العلم أسلافا ومن خلفا

ومدحه الحبيب بن انتفِّي التندغي:
أهلا وسهلا بالشريف ومرحبا :: بسلالة الأمراء والأشراف
زين المجالس من أمية والذرى :: من هاشم وذخيرة الألاف

وقرظ الددو " محمذن فال" بن محمد مولود المباركي بعض كتبه فقال:
كتاب الشريف اسما ووسما ونسبة :: يحق على كل القضاة اتباعه
ولا عيب فيه غير أن بين الهدى :: وما ضره إنكار من ضاق باعه
فيا أيها الحساد موتو بغيظكم :: فبزلانكم صالت عليها رباعه

حين دخل العلامة البشيرولد مبارگي اليدمسي جدلا عقديا في بيت من مرثيته للشيخ سعدبوه وأمره العلامة محمذن باب ولد امحمد ولد أحمد يوره أن يجدد إيمانه وذلك عند قوله:
فإما كنت شبرا فيك بحر :: وطود شامخ بدر بهي
فذا القرءان يجمعه جفير :: صغير الحجم تشبيه جلي
أرسل البشير يسأل العلماء عن حكمه وكان اشريف ولد الصبار كالعلامة محمد سالم ولد ألما ممن ساندو البشير وقالوا بأن لاشيئ عليه من ذلك التشبيه.

ذات گيطنه قدم اشريف مع زوجته على حلة آل عثمان في حكم الأمير الشهيد سيد أحمد ولد أحمد العيده ، فأكرم الأمير سيد أحمد وفادته ونصب له خيمة كبيرة تليق به وأمر من يقوم على خدمته.
وفي أحد أيام الأنس في الگيطنة قال فنان "إيگيو" گافا يمدح به الفارس أحمد ولد كركوب ، فلما سمعه الأمير سيد أحمد غضب من جراءة الفنان على مدح غيره في الحلة ، وأمر رجالا من اعبيد أهل عثمان بتعزير ذلك الفنان.
كانت خيمة الفنان مصاقبة لخيمة اشريف وحين علم بالحادثة ، غضب ورحل عن الحلة معتبرا ضرب ذلك الفنان إساءة وخرقا لقيم المجتمع.
ودخل أطار يبحث عن الشريف اليزيد ولد ملاي اعل وهو رجل أعمال ثري من الشرفاء آل ملاي اعلي القاطنين بقبيلة تكنه ، وكان اليزيد رجلا كريما ثريا يتاجر بين مالي والسنغال والمغرب وهو الذي مول همدي وبلال اجولي.
أقام اشريف مع اليزيد حتى انقضت الگيطنة وحين هم بالرحيل كتب:
نأى عن الأهل لما شطت الدار :: وفي أطار رمته اليوم أقدار
دامت لنا الشرفا آل اليزيد على :: حال له شرفاء الخلق تختار
ساقوا لنا جنة الدنيا برمتها :: وانزاح عنا تباريح وأكدار
لله لله أشراف بساحتهم :: ماحل عار وما إن حلت النار
وحين سئل قال إن "بط إيگاون" يجلب العار وإن كان لايوجب النار.

تزوج الشريف ولد الصبار المجلسي في الأشياخ "أهل الشيخ سعد بوه"،من السيدة الحِجّه بنت الشيخ، وذات أنس انعقد مجلس طرب لفنانة عصرها بلا منازع فاطمة السالمة بنت الببان وكان امحمد ولد أحمد يوره حاضرا مع أعيان لشياخ وحين رُكّب أزوان وتربعت فاطمة السالمة قام الشريف عن المجلس تاركا بيتين:
لا تعجبوا من قيامي عن مغنية :: إذا شدت قال ربات المزامر: "كُمْ"
فقد يليق بكم ما لايليق بنا :: وقد يليق بنا ما لا يليق بكم

وحين بلغ بالقوم الطرب مبلغه وفطمة السالمة تطويهم وتنشرهم وهم صرعى تخال أمردهم نشوان من طرب والشيخ من هزه عطفيه نشوانا، نظر امحمد وهو الضيف غير المعني نظرةٌ ثاقبة مِن مُقلَةِ خبيرٍ قل من ينظر بها، وقال بيتين مغلفين بمسحة صوفية لا يَحجبُهما عن القلب حاجب:
تكون لك الدنيا مواعظ كلها :: إذا أنت لم تحكم لها بالظواهر
ومن كان ذا لُبٍ فسيان عنده :: صفوف البواكي واصطكاك المزامر

انقضى الهول وانفض السامر ومضى كل إلى غايته، كان الشيخ سيداتي بن الشيخ سعدبوه متزوجا بالسيدة آمنة بنت محمدفال بن ألمين بن محمذن بن آبني من "تمگله"، وله منها ابنة هي اسْحِيَه بنت سيدات، وتزوجها بعده العلامة زين بن اجّمد اليدالي ورحل بها إلى الزيرة قرب كرمسين حيث محظرته.
وذات نجعة إلى كرمسين والزيرة مر الشيخ سيداتي قرب "حي لمرابط " وتطلق على حيّ زين بن اجمد ومحظرته فقرر المرور على زين والسلام عليه وعلي ابنته ربيبة زين ممتثلا قولة العلامة حامدٌ بن محمذن بن محنض باب بن اعبيد إن من غاب - أي ارتحل بحثا عن الميرة والزاد – ولم يلق زين بن اجّمد فكأنما رجع بخفي حنين.

استقبل ابن اجّمد ضيفه الشيخ سيداتي بما يليق من الحفاوة وأثناء المفاكهة في حديث طابت أفانينه من كل جانب ورقت حواشيه، قال الشيخ سيداتي لزين هل سمعت بيتي اشريف ولد الصبار لامحمد ولد أحمد يوره وتعريضه به في مجلس الطرب بأنه قد يليق بامحمد مالا يليق به؟
وكأنما أخذت العلامة زين نفسية أو حمية لولد أحمد يوره فأجاب الشيخ سيداتي بقوله: الأبيات ليست موجهة لامحمد.
فقال سيداتي : لمن إذن ؟
فقال زين: الأبيات موجهة إليكم أنتم فامحمد خاطر وبراني والهول منعقد عندكم أنتم أهل الشيخ سعدبوه وفي خيامكم واشريف نسيبكم زوج ابنتكم فالأمر شأن داخلي لاعلاقة لولد أحمد يوره به وإن كان امحمد يضيف ابن اجّمد قد أجاب بطريقة غير مباشرة من خلال بيتيه " تكون لك الدنيا مواعظ كلها " .
سكت الشيخ سيداتي وحين رجع للنمجاط قصّ فحوى مادار بينه وبين زين بن اجّمد على أبيه الشيخ سعد بوه فكأن الشيخ سعدبوه "لم يتمونكْ" لكنه لنبل معدنه فرح أيضا لوجود ما يعاب عليه متمنيا أن يجد ألف هاج من طراز الشريف، يقول الشيخ سعدبوه:
قال سيداتِ إنّ زينَ ابنَ اجّمدْ ::أخبره أن الشريفَ لافندْ
بشعره الجيد قد هجاني :: جزاه ربي أحسن الإحسان
يا ليتني وجدت ألفَ هاج :: مثل الشريف النيّر المنهاج
كلهم يُظهر ما فيها خفَا :: لعلها تأخذ نهج المصطفى
ويخبرونها بأنها تموت :: غدا وأن كل ذا سوف يفوتْ

قال أولاد ديمان إن الشيخ سعد بوه غلبهم في الحلم، فهم يسكتون ، وهو زاد بالمدح والدعاء الصالح.

قال محمد ماء العينين ولد الشيخ سعدبوه في المجلس إن حذف التاء مع جمع المؤنث السالم في قول الشريف (قال ربات المزامر) مخالف لمذهب سيبويه وجمهور البصريين.

وفيما قاله محمد ماء العينين ، يقول (أحمدّو) فإن مذهب الجمهور هو لزوم التاء في مثل هذا وإلى ذلك أشار في الطرة بعد قول ابن مالك:
وَالتَّاءُ مَعْ جَمْعٍ سِوَى السَّالِمِ مِنْ :: مُذَكَّرٍ كَالتَّاءِ مَعْ إِحْدَى اللَّبِنْ
قال في الطرة:
جريا على مذهب الجمهور ومنبها على مقابله ، وحكمها معهما كحكمها مع واحدهما خلافا للكوفيين فيهما والفارسي في الثاني .....الخ
وهولفظ التسهيل وقد تقدم لابن مالك في حكمها مع المفرد:
وَإِنَّمَا تَلْزَمُ فِعْلَ مُضْمر :: مُتَّصِلٍ أَوْ مُفْهِمٍ ذَاتَ حَرِ

وقال أحدهم عن مذهب مذهب الكوفيين والفارسي، (ماهُ سالك من الازلاق).
وقد أشار العلامة النحوي عبد الودود بن انجبنان إلى مقابل الأصح الذي هو مذهب الكوفيين والفارسي، ..بقوله:
أبوعلي الفارسي يقبل :: لديه جاء الفاطمات الفضل
كذلك الكوفة يقبلونا :: ويقبلون جاءت الزيدونا
وكان شيخ الشيوخ العلامة يحظيه ولد عبد الودود، حين يقول التلميذ في الطرة...خلافا للكوفيين ، يقول يحظيه:
(اتخطَ اتخطَ ذاك ولْ مالك لاه يوكل غيبةْ الكوفيين)
وإلى مذهب البصريين أشار العلامة الشيخ محمد الحسن بن أحمد الخديم بقوله:
وجل بصرة مجيز لهما :: في ماسوى الجمع الذي قد سلما
فحيث أنّثَ ففعل ذكّرا :: مؤنثا وإن يُذكّر ذكّرا

وأما الاحتجاج بقوله تعال ولله الحجة البالغة: (وقال نسوة) ، فالنسوة اسم جمع لاواحد له من لفظه بل من معناه وهو امرأة وتأنيثها باعتبار الجماعة ولذاجاز حذف التاء معها فقياسها على جمع المؤنث السالم بعد ماتقدم قياس مع وجود الفارق فلم يصادف الاحتجاج محلاولم ينهض حجة.
ثم إن العلامة القاضي الشريف أنحى وألحن بحجته منا أهل الوقت فلوكان في مذهب الجمهور مايساعد قوله لما خفي عليه فقد شهد له أهل زمانه بالمهارة والتفوق في النحو وفي غيره ، فهو إنما وجد شطرا من البسيط جميلا (ؤلاحالت بينو امعاه التاء وامغرشين عنو حاس ابمذهب الكوفيين والفارسي).
ومن غريب الاتفاق أن للشريف بيتين في نفس الروي والبحر إلا أن قافيتهما مطلقة:
يامن لديكم عصا التسيار قد طرحت :: وطالب الحق لايسطيع بينكم
هذاحفيد رسول الله يظلمه :: حفيد فرعون ذي الأوتاد بينكم.

لاحظ أحد الزملاء ملاحظة وجيهة، قائلا: رغم انسحاب العلامة اشريف ولد الصبار عن مجلس الهول فإنه أشاد بالفنانة فاطمة السالمة بقوله:
إذا شدت قال ربات المزامر: "كُمْ"

توفي الشريف سنة 1342 هـ – 1923 م عن عمر قصير لكنه كان عريضا حافلا بالعطاء ودفن عند جرعاء تنضب " زيرة اگننت " جنب والده سيد أحمد.
وخلف اشريف ابنيه:
نادرة الزمان لمام ولد اشريف قاضي انواكشوط الأول.
والشيخ ولد اشريف وهو من سادة قومه علما وأدبا وصيتا.
رحم الله السلف وبارك في الخلف.

كامل الود

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...