الثلاثاء، 27 فبراير 2024

 المِيميات




تزوج السيد محمدو ولد عبد الله ولد فال الخير ولد المختار ولد حبيب ولد الفايق ولد أحمد الرئيس ولد أعمر أكداش الحسني، بالسيدة مريم بنت الكوري ولد بزيد الفاضلية الديمانية.

فكتب الشاعر أبو بكر بن محمذن بن أبي بكر الديماني الفاضلي (بكِّنْ):
رأيتُ ابن فال الخير إذ نال مريما :: بها نال فخرا في الأنام ومغنما
وطار له صيتٌ بذلك شائع :: قدَ انجدَ في الآفاق طُرَّا وأتْهَما
ونالت به ما لم تنله حليلة :: لديمان تنمى قبل فيما تقدما
فما حسني رام ما رام قبله :: ولم يتخمم قبله ما تخمما
ولم تك ديمانية لترومه :: إذ الكل لا يحجو سواه ابن آدما
ولكن إذا ما قدر الله لامرئٍ :: أو امرأةٍ أمرا تهيَّأَ مُبرَما
وأيضا فذا من طاعة النفس والهوى :: فكل بكل كان صَبًّا ومغرما
تبسم لما أن رآها تبسمت :: وحقهما إذ ذاك أن يتبسما
وشم رياحا بالقبول تنسمت :: ولم يثنه الثانون عما تنسما
فأقدم إقدام الشجاع وقد رأى :: مساغا لنابَيْهِ الشجاعُ فصمما
وذلك مما لا يظن وقوعه :: ولكن قضاءُ الله يجري مُحَتَّما
فلله درُّ "الكَورِ" ذي الدين إنه :: تورَّع في هذا وخاف المُحَرَّما
وفي ذلكم قد أجملوا غير أنه :: سيوهم إمكان الصعود إلى السما
عسى الله ياتي بالبنين وبالرِّفا :: فيصدق فال الخير فيمن له انتمى
ويرخص سعر "الخنط" بعد غلائه :: فيصبح إذ ذاك المراد متَمَّما

فقال الشاعر محمدُّ النانَّ ولد المعلى :
تسلَّ عن الدنيا فقد هجتَ أرقما :: يَمُجُّ لك المُرَّين صابا وعلقما
هي البطشة الكبرى فلا متأخَّرا :: رأيت لجانيها ولا متقدَّما
ألم تأتك الأنباء عني بأنني :: أُنوِّم أيقاظا وأوقظ نُوَّما
وأنيَ طِرْف للرهان مُسَوَّم :: عُلالته تضني الجواد المسوَّما
أُقُلِّم أظفار المناوي إذا وفت :: وبطشي به أظفاره لن تُقلَّما
فكم من قناة قد أقمتُ اعواججها :: بِعَضِّ ثِقَافٍ مَن يُقِمْه تَقَوَّما
فلا أمن حتى تخرق الأرض سافلا :: وترقى إلى السبع السماوات سُلَّما
ولا أمن حتى يعلم الناس أينا :: غداة الوغى أمضى سِنانا ومِخْذَما
وأثبتُ جأشا في زلازل روعة :: وأجرأُ وسط المأزق الضنك ضيغما
وأسبح يعبوبا وأبعد منزعا :: وأغزر ينبوعا وأزخر خِضرِما
وأهدى بمجهول تضل به القطا :: تشابه في عين الدليل وأظلما
تناذرنا من قبلك الناس كلهم :: ودانوا لنا طرا فرادى وتوأما
وقاءت لنا رقش الأساود سُمَّها :: وتطمع أن تبقى صحيحا وتَسْلما
قرمت إلى لحم الضراغم تبتغي :: شفاء به لو ناله مَن تقَرَّما
ودون لحوم الأسد أيدي مَهَابَةٍ :: وصولات عُصل تعصم اللحم والدما
تخال (ابن فال الخير) فقعة قرقر :: ولحما بكفيْ آكل متَخَضَّما
وهوَّ من العنقاء أمنع جانبا :: وأبعد في عز من النجم مُرتمى
وما كان عن عُفْرٍ لعمرك عزه :: لقد كان من ميلاد جدك أقدما
تفرع من جرثومة المجد والعلا :: بني أعمر الأعلين قدرا وميسما
أناسٌ إذا ما الحادث الإدُّ خيَّمت :: دجاه سَرَوْا فيه شموسا وأنجما
بهم يستضيء الناس في ظلماتهم :: فتنفرج الغُمَّى وينكشف العمى
وإنّ (ابن فال الخير) إن فاز قدحه :: فلا غرو أن يحظى بعلياء مَن سما
ولا عار في بدر لشمس معانق :: ولا عيب في شمس تعانق جَيلما
وما كان منسوبا إلى الهمس حَرْفُه :: وهل كان إلا في مُساويه مُدغما
وقد يعجب المحروم من جَدِّ غيره :: وليس عن أمري أن ينال وتُحرما
يرى "الكَورِ" شيئا لا يراه سِواؤُه :: فقد كان أدرى بالصواب وأعلما
فلا تك للأسد الضواري فريسة :: ومدرج أقدام ونهبا مُقسَّما
ولا تك بين الناس للناس عبرة :: بنفسك فارغب أن تُذَلَّ وتُشتما
خلِيلِيَ قدِّر قبل خطوك موضعا :: لرجلك كي لا تستباح وتُغنما
وأنهاك أن تجري إلى نصف غَلوة :: فتهوي على حرِّ الجبين فتُرغما
فجَرْيُ اليعابيب المذاكي مُبرِّح :: فلا لوم أن لا تستطيع فتحجما
أليس الحجا عن ميتة السوء حاجزا :: فينهى أخاه أن يُشَجَّ ويُكْلَما
أيستبضعُ الشعر الذي هو شعره :: إلينا امرؤ لم يجهل العين والسُّما
ألا تسألون المرء هل كان ناشئا :: على شاهق أم كان شيئا مُفَدَّما
فلله عينا من رأى مثل بعثه :: لنا الشعر من بين المحافل مُعْلَما
لعل مُناوينا مُعِدٌّ لمثلنا :: كنائنَ قد ريشت وملِّئن أسهما
لعل مناوينا يحاول رمينا :: بثَهْلانَ أو يَهْدي خميسا عرمرما
فماذا عسى يوما يناظرنا به :: إذا لم يكافحنا بهذا أو أعظما
أيدخل غاب السُّمْر أعزلُ حاسر :: فيلقى أولِي الأيدي والأبصارِ أجذما
ألا أيها النُّوام هبوا من الكرى :: لقد آن للوسنان أن يترمرما
أجِدَّكمُ لا تسأمون كراكمُ :: أَنَى لنؤوم أن يملَّ ويسأما
ألا فاتقوني أيها الناس واعلموا :: بأن لديغي ساهر لن يُهوِّما
تساوره رقشاء مني ضئيلة :: لها حُمَةٌ من ذاقها ذاق مؤلِما
فلا تطمعوا إن شِمْتُمُ أو سمعتمُ :: ليَ البرق عَرَّاصا ورعديَ زمزما
وأبصرتمُ في الأفق منيَ عارضا :: مُخِيلا سحابا ذا جناحين أسحما
فهاتيكمُ الريح العقيم فما أتت :: على ركنِ طود قط إلا تهدما
فكونوا كعاد أو ثمود لصيحتي :: و ريحيَ أو ألقوا ليَ اليد والفما
فأي امرء أبدى لنا منه صفحة :: نُعَمِّمُه العضبَ الحسام المصَمِّما
وإياك والعُورَ الدوامي فغِبُّها :: على مصطليها كان أردى وأشأما
مَسَاكِنَكم يأيها النمل فادخلوا :: فإنَّ لضاحٍ أن يداس ويُحْطَما
فدونكها فاقرأ كتابك واعلمنْ :: بأن له يوما من الشر أيْوَما
على إثره ليل كَهَمِّكَ أليَلٌ :: إذا قلتَ قد تم ادْلَهَمَّ ودوَّما
ولن يبرحا يا خِلُّ ما عشتَ هكذا :: على الرأس إلا أن تتوب وتُسْلِما
صلاة وتسليم يفوح شذاهما :: على خير خلق الله بدءا ومختما

وقال الشاعر محمد فال ولد عينينا الحسني يرد على بَكّنْ:
شجا قلب من أمسى بمريم مغرما :: نعابُ غراب البين من آل مريما
وجاشت به حوباء قلبٍ متيم :: فأمسى بلدغ البين منها متيما
ولا غرو في صرم المشوق عزاؤه :: ببين حبيب حبله قد تصرَّما
فلما رأيت الحي جالت قيانه :: ولم أر إلا شذْقَمِيا مُزَمَّما
وآخر مشدودا بغَرْضَيْ نقادة :: تدلت دموع العين فردا وتوأما
بنحري هوت صبغين من لوعة الهوى :: كأن على الخدين ورسا وعَنْدَما
وجالت جواري آل مريم بالضحى :: وقوَّضن مُرفضّ الأثاث المقوَّما
وقرّبن بزلا ذاتَ عُصل كأنها :: زِجاج وخُوصا من جديل وأزنما
وحفَّفن بالأنماط كل حَوِيّة :: وعالين بالأنماط عَصْبا منمنما
كأن -على غُلب المهارى- حُدوجَها :: مواخرُ فلك أو نخيل تسنما
فياليت تلك الظعن يممن سيدا :: وكان "أبو بكر" بذاك الميمما
فتى سيد تكريمه الصهرَ ذمه :: وما كان صهرُ الأكرمين مذمما
فإن (ابن فال الخير) نالت بقربه :: فتاتك أجدى لقمة تملأ الفما
ولم تك ديمانية قبل نُوِّلت :: كما نولت مما لها اختار واعتمى
وكائِنْ ترى من جارة قد حَبا وكم :: على وجهها أعطى قفيزا ودرهما
وإن (ابن فال الخير) مهما لقيته :: توسمتَ وسم الخير فيه توسما
عزيز كريم من كرام جدودُه :: أكارمُ كانوا قبل ديمان أكرما
جزيت "ابن فال الخير" سوءا كما به :: جزيت على التكريم (باب)المكرِّما
فلما هجاك الندب (باب) ولم يكن :: ليترك ظفرا منك إلا مقلما
كررت علينا بعده بالهجا كما :: كررت على فضل الطعام لتَطعما
إليك أبا بكر فما (مارُ) عندنا :: فتأكله أحمى لظى من جهنما
ولم يك هذا عام خبز به القرى :: لتحمله عبئا كما قد تقدما
أراك طفيليَ الأوانِ ولم تكن :: تشابه إلا (البرجمي) المُضَرَّما
رأيتك في حب الطعام مواصلا :: لسيرك في البلدان أي وأينما
فطورا إلى (داگانَ) تصبح واغلا :: وآونة تمشي لـ (فُنْكَ) معلِّما
وطورا إلى (گَنْدايَ) تبدي ولاية :: وما تلكمُ إلا حديثا مُرَجَّما
وطورا لصبيان العبيد وعُونهم :: تُعلِّم علما قبل أن تتعلما
رويدك خلِّ الشعر عنك لأهله :: فلست له تنمى ولا لكم انتمى
ولست بأهل للقريض وحوكه :: ولم ترْقَ معراجا إليه وسُلما
وكسرك لاما بعد (كاد) مبرهن :: بأنك لا تدري القريض المقوَّما
ولما جهلت الشعر إذ جزت قدره :: -ركبت شقاء نحونا متيمما
تراسل أحلاس القوافي جُذَيْلَها :: بشعر كنسج العنكبوت من العمى
ومهدي القوافي نحونا متعسفا :: كمهد لجلمود لرأس يلمْلما
ومن يبضع التمر الردي لخيبر :: ويتحف بالماء العباب الغطمطما
لحى الله عيرا تحمل المَيْر والدُّمى :: تيمم بالحرب الخميسَ العرمرما
وما رام من ديمان شخص مرامه :: ولم يتخمم قبله ما تخمما
وأنا أناس خيَّم الشعر فيهم :: ولم ينتقل من دارهم منذُ خيما
وينغي به بين القوابل طفلنا :: وينشي القوافي قبل أن يتكلما
(بنو حسن) فرسان كل قصيدة :: يذم لها المصغي الجمان المنظما
أعاريب للقيصوم والشيح مُضغ :: إذا مضغ الأقوام لوزا وحِصْرِما
إذا مات منا شاعر قام بعده :: مجيد قواف تخجل الدر والدمى
يقر لنا أهل القريض بحسنه :: وأنا ورثنا المجد أقدم أقدما
نرى الشيح والقيصوم من خير مطعم :: إذا ما (أبو بكر) رأى (مارُ)مطعما
سنرمي(أبا بكر) بكل غريبة :: -ومندية قد تترك الوجه أسحما
ودامغة تبقى كشام بوجهه :: إذا هو يوما بعد هذا تكلما

كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...