مهرجان الشعر المغاربي
في أكتوبر 1988 نظمت وزارة الثقافة مهرجانا للشعر المغاربي فى انواكشوط ، جرى الحفل في مباني التلفزة الوطنية ونقل الحدث مباشرة في توحيد للبث بين الدول الخمس،
ونصبت الخيام وصفت النمارق وبثت الزرابي كان على الربط الصحفي المتميز أحمدو ولد ميح، تكلم الشاعر ناجي محمد الإمام من اللجنة المنظمة قائلا إن الشعر ديوان العرب وأنه :
ولولا خصال سنها الشعر مادرى :: بغاة المعالي كيف تؤتى المكارم
وتكلم العلامة محمد سالم ولد عدود بوصفه وزيرا للثقافة والتوجه الإسلامي، مفتتحا الحفل مرحبا بضيوف المهرجان، مؤكدا أن الشعر ديوان العرب وأنه كما قال ابن الونان في شمقمقيته :
ما عابه إلا عَيِيٌ مفحمُ :: لعرفه الذكي لم يستنشق
كم حاجة يسرها وكم قضى :: بفك عان وأسير موثق
وكم أديب عاد كالنطف غنى :: وكان افقر من المذلق
وكم حديث جاءنا عن فضله :: عن سيد عن الهوى لم ينطق
وقد تمثل به وكان من :: أصحابه يسمعه في الحلق
وقد بنى المنبر لابن ثابت :: فكان للإنشاد فيه يرتقي
وقال لابن أهتم في مدحه :: وذمه للزبرقان الأسمق
مقالة ختمها بقوله :: إن من الشعر لحكمة تقي
وعندما سمع من قتيلة :: رثي قتيلها الذي لم يعتق
رد لها سلبه وقد بكى :: شفقة بدمعه المنطلق
وقد حبا كعبا غداة مدحه :: ببردة ومائة من أينق
وبشر الجعدي وابن ثابت :: بجنة جزاء شعر عسنق
كم خامل سما به إلى العلا :: بيت مديح من بليغ ذلق
مثل بني الأنف ومثل هرم :: وكالذي يعرف بالمحلق
ثم ألقى عدود رحمه الله قصيدة أنشأها بالمناسبة بدأها بقوله :
لبنٌ وتمرٌ ناضجٌ و ورود :: متفتقاتٌ نبتهن مَجودُ
تلقاكمُ فوق الأكف تمدّها :: بِيضٌ تَزينُ صدورَهن نهودُ
ثم ضحك وقال : لا تسألوا أين هذا، فالشعراء يقولون ما لايفعلون ..
وختمها بقوله :
أهلا وسهلا يا وفود ومرحبا :: عودوا جميعا سالمين وعودوا
وانصرف الوزير عدود، وقد غنى الفنان المتميز الحضرامي ولد الميداح بيتين من قصيدة عدود منهما البيت الأخير .. فأهلا وسهلا يا وفود ومرحبا :: فعودوا جميعا سالمين وعودوا.
ألقى شاعر الثورة الجزائرية محمد الأخضر السائحي :
اتحاد المغرب العربي
حلم جدي حلم أمي وأبي - حلم من ماتوا وحلم الحقب
فانشروا رايته خفاقة - وارفعوها فوق هام السحب
واهتفوا يحيى اتحاد المغرب
عقبة الفهري وحسان العظيم - أسسا الوحدة من عهد قديم
وحدا الأنساب في تاريخنا - بلسان العرب والدين القويم
فإذا نحن لأم وأب
نضع الأيدي على الأيدي ونسير جمع الأوطان ماض ومصير
و مرام واحد نطلبه هو هذا المغرب الحر الكبير
مغرب نسبته للعرب
فاحرصوا العزة فيه والإباء واجعلوا القوة فيه مطلبا
وازرعوا الإخلاص في كل القلوب ليس كالإخلاص يعلى الرتبا
وهو سر النصر سر الغلب
بالتلاقي التآخي والوئام نبتغي للمغرب الحر السلام
ونصون الحب في أبنائنا لبلاد حققت هذا المرام
شيدت وحدة هذا المغرب
وألقى همزية أخرى.
الشاعرة المغربية مليكة العاصمي ألقت قصيدتها:
زلزلة على قرن الثور " :
في الميتولوجيا الشعبية عندنا أن الأرض محمولة على قرن ثور ، وكلما تعب قرن وضع الثورُ الكرةَ على القرن الآخر ، وأثناء القيام بعملية التحول من قرن لآخر تحدث الزلزال ،
أمامك
يمتشق النخل حساما في بابل
تتجلل أشجار الأرز مناطيدا في بيروت
يتعالى السرد بأرض القدس ، ويقذف ألسنة
حراب مسنونه
أمامك
يحمل نهر النيل وبردى
ترتج مشارف صحراء المغرب
تهتز الكثبان
وتصفع وجه النسمات المسكونة بالأرباح
غضب ، حمم ، سخط ، نار :: لم يثن العود عن العوج
طالت أيام القهر وقد :: شد المحلاج على الحلج
وتقاذف في الشام التاريخ وهم به الطوفان يجي
الأرض إذا أمست حملت :: من بعلها بالطيب الأرج
" اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن صبحك بالبلج
ورياح الخيرلها مطر :: فإذا جا الإبان تجي
فماذا قد يكون لديهما أشهى من الأنس
سوى مسعاهما المخبوء في مستودع النفس
على مسعاهما يدنو التبتل هائم النبض
فخالطه حريرهما المضوع في شذا الروض
و الشمس مكشوفة فوق رأسك
و الزمن اللاهب المستعر
يواصل قذف الحمم
و بعينيك أوقدت هند النار أصيلا تلوي بها العلياء
فتورت نارها من بعيد :: بخزازى ، هيهات منك الصلاء
يمتشق النخل حساما في بابل
يتعالى السرو بأرض القدس و يقذف ألسنة حراب مسنونه
تتجلل أشجار الأرز مناطيدا في بيروت
تسقط بيروت
كم نجمة
تتناثر من نسلها
يتساقط شط العرب
و بقايا الثريا بأرض العرب
حط طير العقاب
على قمم بالمنارات تبتهل الرب
أفرغ ذوب جناه
و طار
الشاعر ناجي محمد الامام ألقى قصيدته :
"سنابك خيل شامت مرابطها" :
مهداة إلى كل واحة عطشى
في الوطن العربي الأعشى
إلى كل طفل يخشى
غطش الليل إذا يغشى
ويركب موكبه الصافنات الجياد
إلام النفير ؟ إلام الرحيل ؟
أفي بر رمل القفار ملاذ أفي زبد البحر ماء ؟ أحيث رياح السموم يحج ؟
أبرا .. وبحرا .. ولا ملتقى
أإفريقش يعبر برا ..
ويحمل من مأرب موثقا .. وتكشف عن ساقها سبأ
فتذرو الأساطين صمتا .. ويخضل وجه الزمان بها شبقا
وتطوي المواكب في رهبة الليل أمواجه ..
وبين جوانحها جلقا
الشاعر إبراهيم ولد عبد الله ألقي قصيدة حرة
عمر المختار يا وجه أبي..
الشاعر أحمدو ولد عبد القادر ألقي رائعته "أحبابنا الأهل" ترحيبا بالضيوف :
وادي الأحبة هلا كنت مرعانا ؟ :: إن الحبيب حبيب حيثما كانا
ويا أخا البعد هل تشفيك قافية :: تبوح بالنفس أنفاسا وأشجانا ؟
أف على الشعر والدنيا بأجمعها :: ما لم تقرب إلى الإخوان إخوانا
هوّن عليك فذاك الشمل مجتمع :: والنجع لاقى على التحنان خلانا
إن الحمائم قد عادت مغردة :: فوق الغصون وعاد البان نشوانا
أما رأيت طيور البحر حالمة :: في أفقنا ترسم الأفراح ألوانا ؟
فسل معللة الأنخاب هل نسيت :: بعد الرحيق كؤوسا كن هجرانا ؟
وسل أحباءك الآتين كيف أتوا :: وكيف ناموا على الهجران أزمانا ؟
وشائج الأرض أقوى في نوازعنا :: والحر ينسى طباع الحر أحيانا !
أحبابنا الأهل مرحى يوم مقدمكم :: هذا لقانا فهل تنضم أشلانا ؟
هذا لقانا فهل آمالنا انعتقت ؟ :: وهل نسيم ربيع الوصل قد لانا ؟
نريده صفعة للأمس توجعه :: إذا الغد الأبلج البسام وافانا
نريده غرسة للمجد واحدة :: دوحا يكلل عري الأرض تيجانا
ولا نريد مواثيقا مطرزة :: تعيش في الورق المنسي أدرانا
ولا نريد ابتسامات مؤقتة :: تغشى الوجوه وتغدو بعد نكرانا
قبل اللقا أحرف التاريخ ما عرفت :: وجه الصباح ولم تطلبه عنوانا !
كأن طارق أوصانا بأندلس :: شرا وعقبة لم يمرر بمغنانا !
نروي لأبنائنا مجد الجدود ولا :: نبدل الشوك عبر الدرب ريحانا !
وكيف ينفعنا عز الأوائل ما :: دمنا بغاثا وطار الغير عقبانا ؟
حار الأدلاء والبيداء تبحث عن :: نجم السبيل ولم تعرف له شانا
وإنما نفحات الضاد تسعفنا :: نورا إذا الليل في بلواه أعشانا
وللرياح تراتيل بغير هدى :: تسبي الذي يعبر الأمواج وسنانا
وتخطف البرق من أحشاء سطوته :: وتترك الغيم في علياه ظمآنا !
يا غرسة المجد ، هل تسقيك أغنية :: من وحي "أوراس" تبري الكون ألحانا ؟
وهل تجود عليك الدهر ماطرة :: من القلوب تحيل الصخر وجدانا
نبه لها عمر المختار وادع لها :: عبد الكريم بمازانا وما صانا
وناد شنقيط واستنفر منابعها :: والقيروان وتطوانا وفزانا
فالكرم قد عانق الزيتون في مرح :: والطلح يزهو عساليجا وأغصانا
بشرى البشائر مدي ألف معلمة :: فوق السماوات تحيي عهد لقيانا
وسائلي عن بريد القدس هل وصلت :: خيوله البيض تستسقي روايانا
وعن مآذنها الثكلى فإن لنا :: هناك أهلا ضحاياهم ضحايانا
تزوبعت همم الأطفال عندهم :: وأنبتت لعيون الصخر أسنانا
لو أن سيف أبي بكر ويوسف لم :: نغمده فينا تخطى اليوم بيسانا
ومض الحجارة يزهيه فيسألنا :: متى تطاول سيل الدمع بركانا ؟ !
ماأروع الجرح تجفوه ضمائده :: حيا ويرمي وجوه الظلم نيرانا !
أحبابنا الأهل لا شط المزار بكم :: بعد التداني ولا ملته دنيانا
لولا المرابع والذكرى لما انطفأت :: بعض الحروق التي تشوي حنايانا
فيم التفرق والأهداف تجمعنا ؟ :: لا يعلم السرإلا الله مولانا !
ما كان أقربكم منا وأبعدكم :: ما كان أقربنا منكم وأدنانا !
كم ذا أخاصم قلبي حين أهجركم :: وأمتري منه سلوانا ونسيانا
ويرفض القلب أن ينأى قلوبكم :: إن الحبيب حبيب حيثما كانا
..
وألقى الشاعر الونسي المتمير حميدة الصولي قصيدة منها :
.. ضجّت وماجت ..
قيل لي خلف الضوع : القلبُ مات ..
أيها القلب تأهّب لنغنِي
اخلع الآن ألاعيبَ التمني
للقاء العربيّ المغربيّ
العمرَ غنيتُ
وحبري لم أزل فيه أريق
ياصديقي
هذه تبقى
وتبقى هذه ضوء الطريق
..
وألقى شاعر ليبي قصيدة تحدثت عن ضياع العرب
مالنا سرنا على أرصفة الدهر حيارى ..
غنت الفنانة كمبان منت اعل وركان أغنيتها ذائعة الصيت " يخوتي الاتحاد المغاربي زين ":
لاحكنَ فالتصنيع :: نشتركو والتعدين
ذَ كيف المشاريع :: وإل كامل ثمين
كانت أيام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق