الاثنين، 14 أغسطس 2017


عدل الأمير سيد ولد محمد لحبيب
















كان الأمير سيد ولد محمد لحبيب أميرا عادلا شديدا على الظلمة، ,ومن عدله أن رجالا من أحد بيوتات أبناء أعمر آگجيّل قاموا بضرب محمذن بن بازيد وأعمل أحدهم فيه سكينا كان معه فأثخنه، فركب أبوه بازيد في وفد من قومه أولاد سيدي الفالي ونزلوا عند سيدي وهو يومئذ الأمير فقال له بازيد وكان من رؤساء بني ديمان وكان سيدا غير مدافع:
 أنت تعلم ياسيد أننا لانأخد الأرش" وهو ما ليس له قدر من الدية في الجراحات فما يأخذه المجني عليه جناية ليس لها قدر معلوم من الدية يسمى أرشا وهذا الأرش جابر للمجني عليه بسبب الجناية، ويطلق في الأصل على الخدوش، ثمَّ قيل لما يُؤْخَذ دِيَة لَهَا".
قال بازيد: أنت تعلم ياسيد أننا لانأخد الأرش عوضا من الجناية علينا أبدا، ولن نرضى إلا بما قال الله تعالى في القصاص، فقبل سيد بتحكيم شرع الله.
فلما علم أهل أعمر آكجيل أن سيد يريد أن يقتص من أحد رجالهم قوضوا أثاثهم مزمعين الرحيل حميّة له، فلم يبال سيد بذلك وآثر رضى الله على رضى المخلوقين، فدعا طبيبا ماهرا بالجراحات وأمكنه من الجاني والمجني عليه حاضر بين يدي الطبيب الذي أخذ آلة القطع ومقياسا للجروح ونفذ القصاص على رؤوس الأشهاد، وكان طبيبا من قبيلة البُرّدْ وكان حاذقا بصيرا فقاس الجروح التي في محمذن حتى حقق حدودها طولا وعرضا وعمقا ثم حذا حذوها في القصاص حذو النعل بالنعل والناس قيام ينظرون.
وحين سئل العلامة القطب محمذن فال بن متالي عن حدّ الجهل الذي يكون الطبيب ضامنا بسببه من أصيب على أثر علاجه ؟ 

أجاب: " الباردي بعد ما يضمن ".
ومن عدالة سيد وشدته على الظلمة أنه كان مهيبا وكانت له نظرة "خزرة" تكفي المتهم من العقاب بل يتمنى المتهم الضرب بإسفلان ولا خزرة من سيد، وكان رجل يسمى "لمّيْژيژي" متسلطا على حي من الزوايا فانتهز أحدهم فرصة وجوده في مجلس سيد فقام منشدا:
يطلبتْ زوگ ءُ تنْ گافوف :: ءُ يعرْبْ أمسّاگ والشوف
أفگراش الگبله معروف :: سيدي واعرفنَ مارته
هو منعتهَ تو الخوف :: ء هو سگام اشريعته
ء هو لمعيش ذاك النوف :: ء هو لمرتع لجمته
واحنَ يسيد گدّمنَ :: طلعتنَ هون ءُ رشوته
تحكم لمّيْژيژي عنَّ :: يعطيكْ أجْرته ساعته
فالتفت سيد إلى لمّيْژيژي وخزره خزرة أجهدته فقال لمّيْژيژي:
صرتك ما اتليت لاه نقربهم ألا هومَ لؤماء وانت رادْ عنهم.


كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...