السبت، 19 أغسطس 2017

صورة الغربي في المخيال الشعبي   


بداية تسعينيات القرن الماضي نظمت اليونسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة ندوة بعنوان "صورة الغربي في المخيال الشعبي".
قبل ذلك زار المتبذ القصي الأمين العام لمنظمة اليونسكو فيديريكو مايور، وهو رجل لاتيني، واللاتين كما يقال إنهم عرب في أصولهم القديمة.
 وفيديريكو مايور إسباني يحب العرب والثقافة الإسلامية وما فتتئ يفخر بالتاريخ العربي الإسلامي في شبه جزيرة إيبيريا، ويؤكد أن تعدد الثقافات وتباينها لا يمنع النهضة، فإسبانيا لم تشهد نهضة كالتي شهدتها تحت ظل حكم المسلمين كما يقول.
وقد دامت زيارة مايور للمنتبذ القصي أياما ألقى خلالها محاضرة قيمة.
وحين قام الدكتور محمد سالم إديدبي بترجمة كتاب السياسة أو (الإشارة إلى أدب الإمارة)  للإمام أبي بكر المرادي الحضرمي،  إلى الفرنسية صدرت الترجمة مع تقديم من "فيديريكو مايور".
كما أسلفنا بداية تسعينيات القرن الماضي نظمت اليونسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة في المنتبذ القصي، ندوة بعنوان "صورة الغربي في المخيال الشعبي"
نظمت الندوة في دار الثقافة وطبعت المناشير والملصقات،  وكانت حدثا نوعيا حضره عدد من المفكرين الغربيين من علماء النفس والاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا وأساتذة الفلسفة في عدة جامعات غربية، وتعاقب على المنصة عدد من أساتذة ومفكري المنتبذ القصي ليحدثوا الغربيين عن صورة الغربي في المخيال الشعبي في المنتبذ.
كان دكاترة و أساتذة المنتبذ يتثاقفون على أولئك الغربيين وكان الغربيون ينصتون لكنهم كانوا يعون أن ما يسمعونه هو بضاعتهم ردت إليهم، وتحدث البعض عن نظريات إميل دوركايم وكارل ماركس ورالف لنتون وكلوكهون كلايد، وتحدث البعض عن ابن خلدون والجابري وحنفي.
اعتلى المنصة الأديب الشاعر أحمدو ولد عبد القادر فتكلم بلغة بسيطة عن صلب الموضوع وهو عنوان الندوة: (الغربي في المخيال الشعبي)، قال:
حين جاء الغربيون أحدثوا صدمة لدى أهل البلد هي نتاج اللقاء والاحتكاك الأول فهم من حيث البشرة وزرقة العيون خلق لم يره الناس من قبل فظنوه (يأجوج ومأجوج) حتى إنهم خرقوا مسلمة كانت في المخيال عين المستحيل ومضرب المثل في الكذب وهي تسيير القوارب على الرمل "تمشيّت لگوارب فالبِرْ"،
فإذا هم ايمشّو لگوارب في البر من خلال سيارات تمخر الرمل لم يدر الناس هل هي شياطين أم عفاريت من الجن تضيء عيونها وتنطفي وكانوا إذا وقفت تجمعوا عليها وربما جاءها بعضهم بالعلف والماء حتى إذا هدرت محركاتها فرنقعوا عنها. كانت تلك مرحلة الانبهار لكن الانبهار عندما يشتد يولد التحدي وهنا يقول ولد عبد القادر تولد التحدي الذي نجد له في المخيال الشعبي قصة الطبيب ولد أوفي مع النصراني الطبيب، حين دخلا في تحدٍ قاتل، فقد سقى النصراني ولد أوفي سما ناقعا فشرب ولد أوفى السم وذبح ثورا ودخل في جلده الساحن فتصفد جسده عرقا فلم يضره السم وسط دهشة النصراني.
ثم جاء دور النصراني فأعطاه ولد أوفي بعض السنام المذاب "لودك" ثم سقاه ماء باردا فجمد الودك في بطنه (فگيّم لعياطْ) حين أوشك على الهلاك فسقاه كأسا ساخنا من الماسخة فتنفس الصعداء وأعطى القوس لأوفى.
نالت المحاضرة استحسان الغربيين فهذا ما كانوا يريدون.

كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...