ندوة المستمعين
برنامج من الزمن الجميل يوم كان الراديو سيد الفضاء
السمعي، في عالم ما قبل الفضاء البصري وعهد السماوات المفتوحة.
كانت أجهزة التلفزيون محدودة وجلها بالأبيض والأسود،
وكان تلفزيون السنغالالوحيد المتاح ويلتقط بالهوائي وكان رديئ الجودة، وربما حدثنا
أحدهم حديث آحاد أنهم في مدينة نواذيب يلتقطون بعض القنوات الإسبانية.
كانت البي بي سي مع صوت أمريكا مصدرا مهما للأخبار،
وكانت بها مرافئ يأوي إليها طلاب الثقافة والمعارف، وبها واحات يتفيؤ ظلالها طلاب المتعة
والتسلية والمعلومة العامة، ومن تلك الواحات "ندوية المستمعين".
بعثت مرة برسالة إلى البرنامج
BBC World Service
PO Box .. Bush House
القسم العربي "برنامج ندوة المستمعين".
وضعت طابعا بريديا على ظرف الرسالة وقذفتها في جوف
تابوت بمصلحة البريد، قذفها التابوت في يمّ بحر الظلمات في المنتبذ القصي وطار بها
طائر بجناحيه ليلقيها بساحل نهر التايمز في لندن ببلاد الروم.
انتظرت أياما ولياليّ، في كل مرة يبدأ البرنامج
ويصدح المقدم رشاد رمضان بصوته الجميل:
ندوة المستمعين لقاء يومي، مع رسائلكم، مع أفكاركم،
مع اقتراحاتكم وخواطركم مع المستمع العربي في كل مكان، ومعكم في هذا البرنامج رشاد
رمضان..
تذاع جميع الرسائل والأفكار والخواطر ولا أثر لأفكاري
تلك التي كانت عظيمة في نظري.
وأخيرا جاء اليوم الموعود وتمت إذاعة رسالتي وجاء
اسمي قادما من خلف الغيوم عبر الأثير مخترقا ضباب لندن إلى "تلمايتْ" المنتبذ
القصي، لم تسعني الفرحة يومها.
انتهى البرنامج :
شكرا لأنك كتبت إلينا وشكرا لأنك استمعت، إلى اللقاء
مع تحيات
فاروق سامية ممدوح رشاد عفاف..
رحم الله (سانيو) العود
جبل التوباد حياك الحيا :: وسقى الله صِبانا و رعى
فيك ناغينا الهوى فى مهده :: و رضعناه فكنت المرضعا
وحَدونا الشمس فى مغربها :: وبكرنا فسبقنا المطلعا
هذه الربوة كانت ملعبا :: لشبابَينا و كانت مرتعا
كـم بنينا مـن حصاها أربُعا :: و انثـنـينا فمَحَونا الأربُعا
وخططنا في نقى الرمل فلم :: تحفظ الريح ولا الرمل وعى
قـد يهـونُ العمر إلا ساعة :: و تهونُ الأرض إلا
موضعا
كامل الود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق