بين الإمام بداه و الفنان لعور ولد انگذي
كنا جلوسا مع الإمام الأكبر بداه ولد البصيري رحمه الله، بعد الظهر في رمضان وبعدما قدم تلميذه أبوالمعالي (كتبة) من مطهرة القلوب للعلامة محمد مولود (آده) علما وشرحها العلامة بداه وهو العليم بتدريس المطهرة، وسمعته يقول إنه وضع شرحا عليها سمّاه (إسعاف المهرة) لم يبرزه للناس لما يتضمنه من الحال ولعمق نفَسه الصوفي، وإن العلامة المختار ولد ابلول الحاجي اطلع عليه وقال له أبرزه للناس فأجابه:
" أحْ مانِ امعدلها".
بعد درس المطهرة الذي ألان القلوب وأجلى صدأها فتح الإمام باب الأسئلة، فسأل أحد الحاضرين عن حكم الغناء (الهول) فقال بداه:
كنت مع شيخي الشيخ أحمدو ولد أحمذي وكان يعرظني على كثيب خارج الحي وجاء الأعور ولد انگذي للحي بعدنا، وحين علم أن الشيخ خارج الحي، طرح آلته وخرج نحونا وما إن أبصر لعور الشيخ أحمدو حتى جعل أصبعه في أذنه وطفق ينشد، يقول بداه واصفا حال شيخه الشيخ أحمدو الذي تملكه الطرب:
(تمْ ذَ لمرابط يحمارْ ويخظار) حتى فرغ الأعور من إنشاده فأعطاه ما قطع به لسانه وانصرف يضيف الإمام بداه: فهذا الهول قطعا لاشيء فيه، هول الرجل للرجل بدون آلة وهو ما شهدته بين شيخي الشيخ أحمدو ولعور.
كامل الود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق