تربويةالعلامة يحظيه ولد عبد الودود
الحرف "هنتات" يتلصص على الاسم والفعل، فما دخل مراحه من حيوانهما وضع عليه ميسمه الخاص، فيضع في الاسم البناء بدل الاعراب، وفي الفعل الجمود بدل التصريف والبناء و الجمود سمتان للحرف خاصتان به في الأصل.
وعن إعمال اسم الفاعل والمفعول وغيرهما من مشتقات الفعل والمصدر يقول يحظيه إن الاسم والفعل رجلان أملق أحدهما وهو الفعل فلم يجد ما يحمل عليه متاعه فأتى أخاه الاسم يستحمله فأجابه قائلا : لي جملان قويان هما الرفع والنصب نحمل عليهما متاعنا على سبيل الاشتراك، وعندي بعير ضعيف قد دبر لايمكن أن يحمل عليه غيري وهو الجر، ولكن أعطيك " إفِـسْ" احمير مانع وهو الجزم فاختص عامله بالفعل المضارع لكنه لما كان من أنواع الإعراب، والإعراب في الأصل للاسم صار كأنه يمتلكه وأعطاه لأخيه الفعل مقابل البعير الضعيف الجر، يضيف يحظيه : ثم إن الاسم افتقر والتجأ إلى أخيه الفعل قائلا " خيلْ ما اتردْ خيلْ ماهِ احرايرْ " فأجاب المضارع إن أفضل ما عندي العمل فأنا أشاطركه إذا أتيتني في محل شرفي المحض وهو الحال والاستقبال دون الماضي فلذلك اعمل اسم الفاعل بشرطهما كما في الخلاصة :
كَفِعْلِهِ اسْمُ فَاعِلٍ فِي الْعَمَلِ :: إِنْ كَانَ عَنْ مُضِيِّهِ بِمَعْزِلِ
بفعله المصدر ألحق في العمل :: مضافا ً أو مجرّدا ً أو مع أل /
ويقول يحظيه عند قول ابن مالك :
كذاك خلتنيه واتصالا :: أختار غيري اختار الانفصالا
هاذي وحْدَ من كشحاتْ ولْ مالك عن عظلتُ، ومن ذوك الكشحات قوله :
في باب ظنّ وأرى المنع اشتهر :: ولا أرى منعا إذا القصد ظهر
ومنهن قوله في العطف بإعادة الخافض :
وعود خافض لدى عطف على :: ضمير خفض لازما قد جعلا
وليس عندي لازما إذ قد أتى :: في النّظم والنّثر الصّحيح مثبتا
ويقول يحظيه في الظرف عن "لدن" وهي ظرفٌ للزمان و المكان تضاف إلى الاسم وإلى الجملة فعلية كانت أو اسمية يقول عن طواعيتها " هيّ ألا اخلاڭ محڭن " ويقول عند قول ابن مالك في النعت :
وما من المنعوت والنعت عقل :: يجوز حذفه، وفي النعت يقل
من أمثلة حذف النعت قول الشاعر :
ورُبَّ أَسِيلةِ الخَدَّيْنَ بِكْرٍ :: مُنَعَّمَةٍ لها فَرْعٌ وجِيدُ
أي لها فرع أثيث، و جيد طويل، وإلا فلا معنى للبيت فـ " فلانة " لها فرع بمعنى شعر رأس ولها جيد بمعنى عنق.
و في تعود ابن مالك الحديث عن امكانية الحذف من عدمه في آخر كل باب من أبواب الألفية مشيرا إلى اقتراب الانتقال إلى الباب الموالي يقول يحظيه " الحذف نڭـرات اطبل ارحيل " في إشارة لضربات طبل الأمير في المحصر إيذانا بالرحيل كما يقول محمد يڭوي بن ميلود الفاضلي :
ضربوا الطبل للرحيل ثلاثا :: و استمروا يقوضون الأثاث
والشيئ بالشيئ يذكر وذكرتني قافية بيت يڭـوي " الثاء " بقصة أحد الشعراء كان يأتي لطلاب يحظيه يستعرض شعره وكان الطلاب يدارونه لذرابة لسانه وذات غاية قال له أحد الطلاب سأعدّل لك غايتك لكن بشرط أن تقول لي أبياتا تمدحني بها قال بكل أريحية حدد لي البحر والقافية واعتبر الأبيات بين يديك، فانتهز الطلاب الفرصة قال أحدهم نزيدها في بحر المنسرح، وقال آخر وكان سريع الكلام ونريد أن تكون القافية "إثّ إثّ " أي الثاء الثاء .. فخرج الشاعر ولم يعد.
كامل الود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق