الأربعاء، 6 يونيو 2018

لمرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان


تذكرت ما بين العذيب وبارق :: مجرعوالينا ومجرى السوابق
بين ﺍﺭﮔﻴﺒﺔ وآفطوط، في لعصابة، مجرعوالينا ومجرى السوابق، وتشمل دائرة لعصابة ثلاث مناطق كانت تعرف تاريخيا بأسماء مختلفة وهي ارقيبة و آفطوط ولعصابة، أطلق عليها الفرنسيون اسم " Cercle de l'Assaba " دائرة لعصابة.
ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﺭﮔﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻝ، ﻭﺗﻀﻢ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎﺕ: "ﻛﻴﻔﺔ , ﻛﻨﻜﻮﺻﺔ , ﺑﻮﻣﺪﻳﺪ " إﺿﺎﻓﺔ إلى ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍلأﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﮔﺮﻭ، ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻫﻀﺎﺏ ﺗﮔﺎﻧﺖ ﻭﻫﻀﺒﺔ ﻟﻌﺼﺎﺑﻪ ﻭ "ﺃﻓﻞ" ﻭﻭﺍﺩﻱ "ﻛﺎﺭﺍﻛﻮﺭﻭ" .
وتقع ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺁﻓﻄﻮﻁ إلى ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻭﺗﻀﻢ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑﺎﺭﻛﻴﻮﻝ، ﻭﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﮔﺮﻭ، ﻭﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻭﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﺨﺼﻮﺑﺔ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺘﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﻬﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺁﻓﻄﻮﻁ ﻓﻰ ﺗﺸﻜﻴﻠﺘﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺑﻴﻦ ﻟﺒﺮﺍ ﻛﻨﻪ ﻭﺗﮔﺎﻧﺖ ﻭﮔﻮﺭﮔﻞ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﻫﺎﺩ ﺍﻟﻤﻨﺒﺴﻄﺔ ﻭﺍﻟﻬﻀﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻷﻳﻚ ﻭﺍﻟﺴﺪﺭ ﻭﺣﺸﺎﺋﺶ ﺍﻟﺴﺎﻓﺎﻧﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻵﻛﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﺍﺕ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﺯﻉ ﻗﺮاه ﻭﻧﺠﻮﻋﻪ، ﻣﻦ ﺟﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻠﺒﺎﺑﻲ وﻛﻴﻔﻪ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﮕﻪ، ﻭﺃﻏﻮﺭﻁ، ﻟﮕﺮﺍﻥ، ﻛﻮﺭﻭﺟﻞ، ﻭﺍﻧﻮﺍﻣﻠﻴﻦ وﻛﻨﻜﻮﺻﻪ، ﺑﻮ ﺍﻣﺪﻳﺪ، ﻟﻔﻄﺢ، ﺍﺣﺴﻲ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺑﺎﺭﻛﻴﻮﻝ، ﻟﺒﺤﻴﺮ، ﺑﻮﻟﺤﺮﺍﺙ، ،ﻟﻌﻮﻳﺴﻲ، ﻛﻠّﻴﺮ ﻟﺤﺮﺵ - ﮔﺮﻭ، ﻛﺎﻣﻮﺭ ﺍﺑﻼ ﺍﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻐﺎﻳﺮه.
في هذا المجال الجعرافي ولد العالم العامل لمرابط محمد الأمين بن أحمد زيدان بن محمد بيبه بن المختار بن سيد الأمين بن المختار بن أحمد الجكني الإبراهيمي، عام 1229 هـ، 1814م لأسرة علمية ذات مجد وسؤدد، لم يعمر والده أحمد زيدان كثيرا بل غادر الدنيا ولمرابط طفل صغير، وكان أحمد زيدان أحد القادة السياسيين المشهورين في قبيلته.
تلقى لمرابط، تعليمه الأول على يد والدته الفاضلة فاطمة بنت سيد أحمد لحبيب وقد كانت عالمة ذكية جدا سريعة البديهة والحفظ يؤثر عنها أنها كانت تحفظ القصائد المطولة من سماع واحد، وقد اضطلعت هذه السيدة العالمة بتربية ابنها الذي توفي عنه والده وهو طفل صغير رفقة شقيقه سيد المصطف، وقد كانت مضرب المثل في حسن التربية حيث تركت بصماتها واضحة في حياة أبنائها ومسارهم العلمي المشهود، ويقول لمرابط عن نفسه إنه أخد عن أمه كل العلوم عدا الفقه، فقد أخذ عنها القرآن وما يتعلق به من رسم وتجويد بروايتي ورش وقالون عن نافع، ثم التحق بخاله الشيخ المختار بن سيد أحمد لحبيب، الذي أعاد عليه القرآن الكريم ليقضي بصحبته مرحلة دراسية أخرى، كان لايكف عن التكرار وذات ليلة لم يجد حطبا يراجع عليه فاستل أوتادا من الخيمة أشعلها ليقرأ على ضوئها فعلم القوم أن للفتى الحدث شأنا ليس لأقرانه، وحين قدم حدثا على شيخه القاضي السيد أحمد بابا بن محمد الجكني، لطلب العلم، كان رجال الحي يعدون العدة لحرب مُحتملة، فكان لمرابط محمد الأمين يجمع الحطب الذي سيوقد فيه النار لقراءة لوحه، فلما رآه القاضي قال للحاضرين: هذا الطفل سيؤول أمرُه إلى أحد احتمالين: إما أن يكون من العلماء البارزين، وإما أن يكون شخصا مغفلا غير مخاطب شرعا، وكان من أمر لمرابط ما كان.
انتقل لمرابط، للدراسة على العلامة الشيخ سيدي محمد بن علي العلوشي، ولازمه حتى تخرج عليه وكان يجلسه بجانبه ويقدمه على تلامذته لما رأى فيه من قوة الفهم وجودة الفكر، حتى شكا طلابه إليه اشتغاله به عنهم فاعتذر الشيخ لتلاميذه بقوله: والله ما استفاد مني شيئا إلا واستفدت منه مثله، وكان يناقشه ويعارضه في بعض المسائل أثناء الدرس.
وبعد عودته من عند شيخه العلامة سيدي محمد العلوشي، تصدر للتدريس، ومن أشياخه الذين أخذ عنهم غير خاله والعلوشي، أخذ عن الدّيه بين المختار، ومحمد الامين بن أحمد المختار، وأحمد بن محمد المشهور بابن رار التنواجيوي.
وقد يصير علما بالغلبه :: مضاف، أو مصحوب أل كالعقبه
فحيث تطلق لمرابط في منطقة لعصابة والحوضين وتگانت، فالمقصود لمرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان الجكني، وحيث يقال الحاسي فالمقصود درگل، البئر ذات الماء العذب الغزير التى لاتكدرها الدلاء، وفي المثل السائر: (لمرابط ولْ أحمد زيدان، والحاس درگل)
وفي آفطوط كذلك اشتهر العلامة السيد أحمد باب ولد محمد الجكني، بمهنة القضاء الذي مارسه في منطقة آفطوط فترة طويلة من الزمن، حتى أصبح يضرب به المثل فيقال: (القاضي إلا إنگال السيد أحمد باب).
اشتهر أمر لمرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان، وجمع رحمه الله، بين العلم والسياسة، كان واسع التأثير مطاعا في قومه، وكان شيخا مفتيا، وقضايا مهابا، يفد إليه أمراء المنطقة من أمثال بكار ولد سويد أحمد، والمختار بن أحمد، ومحمد محمود ولد سيد المختار ولد النهاه، وقد تصادف وجودهم عنده مرات، كما نالت أحكامه القضائية وفتاواه إكبارا وتقديرا من العلماء والأمراء على حد السواء.
ذات سانحة نزل الأمير الشهيد بكار بن اسويد أحمد ضيفا على لمرابط وكان صديقا حميما له، وكان بكار كلما رأى لمرابط يقول (وخيرت) وكان لمرابط يداعب بكار ببيت ابن دريد الشهير:
وإنما المرء حديثا بعده :: فكن حديثا حسنا لمن وعى
وتلك فراسة من لمرابط، لقد خلف الأمير بكار حديثا حسنا وثناء خالدا بعده، فقد اشتهر بالشجاعة والكرم وكثرة الصدقة والأوقاف حتى قيل إن أوقافه بلغت الحرمين، وكانت له خاتمة حسنى بأن مات شهيدا في معركة "بوگادوم"، مقبلا غير مدبر في مقاومة الفرنسيين.
ذات زيارة نزل الأمير بكار على لمرابط، ومع الأمير جماعة من أعوانه، فقدمت لهم ضيافة مستحقة من مضيف كريم يعرف مكانتهم، وبعد مراسم الضيافة وما يليق من الإكرام، حانت ساعة التدريس فكان لمرابط حاسما بالقول: إن الوقت الآن ليس لأي منا، وإنما هو وقت الطلاب، فاستأذن الأمير وغادر مع جماعته فلما فصلت العير قال الأمير لصحبه: هذه هي الإمارة أما نحن فلسنا أمراء حقيقة.
عرف لمرابط محمد الأمين بلين الجانب وحلاوة المعشر لكنه شديد في الحق أسد عند إحقاقه، ذات نزاع اشتكت امرأة من الفارس المشهور فال ولد منكوس الإعيشي، وهو من هو مكانة في قومه ومنعة، وكان يجل لمرابط ويهدي له الإبل وكرائم الخيل، فطلب لمرابط محمد الأمين حضوره، وأجلسه في مجلس القضاء إلى جانب المرأة واستمع للحجج فقضى للمرأة، فأرعد الفارس فال ولد منكوس وأبرق وغضب وقال له مهددا: "تحكم ضدي! "
فقال القاضي محمد الأمين: ارفع صوتك أو اخفضه صوت الرعد أقوى من صوتك والملائكة أكثر من جندك وأصحابك، فخفض ولد منكوس الجناح وكان نبيلا، ورجع إلى الحق واعتذر راضيا بالحكم عليه.
ويقول العلامة المؤرخ المختار بن حامدٌ:
"لمرابط محمد الأمين مجدد الدين في عصره و شيخ مشايخ قطره، مؤلفاته تناهز الستين ما بين مطول ومختصر وأضعاف أضعافها من الفتاوي والفوائد المنظومة التي لو جمعت لكانت أسفارا".
في المنتبذ القصي علماء كتب التاريخ أسماءهم بأحرف من نور في سفر الخلود، ومن أولئك العلماء العاملين العلامة لمرابط محمد الأمين بن أحمد زيدان.
يقول العلامة المحدث محمد حبيب الله بن ميابي عن المرابط بن أحمد زيدان:
"أما لمرابط فهو قاضي قضاة شنقيط وخاتم المحققين في زمانه"
ويقول العلامة الشيخ محمد العاقب بن مايابى في مدحه:
سما نورك الجالي سما كل قاتم :: فما لك في علم الهدى من مزاحم
فأنت فقيه العصر والعالم الذي :: به رفع التقليد عن كل عالم
حميت حمى القضاء لما وليته :: وقد كان أضحى مستباح المحارم
ثناؤك لا يحصيه إطناب ناثر :: ومدحك لا يأتي به قول ناظم
وسبب الأبيات هو أنه وقع خلاف بين أخي قائلها الشيخ محمد الخضر بن مايابى وكانت فيه حدة، وبين لمرابط، في مسألة من مسائل الخيار في النكاح، وقد وقعت بينهما مكاتبات ونثرية ومنظومة، منها قول الشيخ محمد الخضر:
هلمّ إلى ميدان كتب مؤنس :: وَجل فيه يا قاضي القضاة وعرّس
ودعني من تخرج قول وقيسه :: ففكرك فرق واطلب النص وائتسي
وبعد أخذ ورد رجع الشيخ محمد الخضر بن مايابى إلى رأي محمد الأمين بن أحمد زيدان في مسألة الخيار المذكورة واعترف له بأن الصواب معه، وأتاه في مكانه يعتذر له ويترضاه قائلا: { تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ}.
وكان لمرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان مضرب المثل في سرعة الحفظ والذكاء وفي الورع والزهد، كان لا ينام من الليل إلا نحو ثلثه، ومن النهار إلا قبل الزوال، ويحيي ليله بالقيام ويعمر أول نهاره بالتدريس إلى وقت القيلولة، يدرّس في محظرته أربعين طالبا في ظل شجرة أول النهار قبل أن تلحقه الشمس، وآخره بالإفتاء، والقضاء وكان بين المغرب والعشاء يشتغل بأمر الضيافة، والحوائج الدنيوية المهمة، كالحرب والسلم بين القبائل إلى غير ذلك.
يقول الشيخ الفقيه السالک بن فحفو (والد العلامة لمرابط الحاج) إن شيخه العلامة لمرابط محمد الأمين بن أحمد زيدان قال له: (والذي جمعني وإياک ما تعمدت فعل مکروه منذ بلغت).
ويقول الشيخ سيدي المختار بن أحمد بن الهادي اللمتوني وهو تلميذ لمحمد الأمين بن أحمد زيدان إن الناس ظلموا لمرابط محمد الأمين، حيث نسبوه للفقه، وفنه في الحقيقة علم المعقول (أصول الفقه والمنطق).
كان لمرابط ولد أحمد زيدان يرى إقامة الدين في أرض أهله والإقامة فيها وعمرانها، فهي أرض آبائه وأجداده، فيها بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وفيها محاظر يجب أن تظل قبلة ومراكز إشعاع يعشو إلى ضوء نارها طلاب العلم وبغاة الخير، لذلك كان ضد الهجرة إبّان طلوع النصارى، فلأهل هذه الأرض المرابطين فيها صوت الحياة الأول فيها ولهم الحاضر والمستقل، فهي أرض المنارة والرباط، ولذلك لم يكن يرى الهجرة، بل يرى المرابطة والمصابرة، وأفتى بعدم وجوب الهجرة عن البلاد وتركها للغزاة يفعلون فيها ما يشاءون باعتبارها بلادا إسلامية خالصة، ما لم يفرض المستعمر على سكانها تغيير دينهم أو تدخل في أمورهم الخاصة، أما إذا كفلوا للناس حرية التدين والتعليم، والتقاضي في أمورهم طبقا للشريعة الإسلامية وأرسوا دعائم الأمن والسلم الأهلي ي أرض السيبة، حينها ينبغي مهادنتهم لكونهم أكثر عدة وعتادا.
لم يأخذ أميرا إدوعيش بكار بن سويد أحمد، والمختار بن أحمد عثمان، برأي المرابط معتمدين فتوى العلامة محمد الخضر ولد مايابى الموجبة للجهاد إن أمكن أو الهجرة، حيث فضل الأول المقاومة العسكرية حتى استشهد في معركة بوكادوم، وقرر الثاني أن يهاجر إلى المغرب، بينما أخذ جل قبائل الزوايا في لعصابة برأي المرابط ولد أحمد زيدان.
انتهج لمرابط نهج المقاومة الثقافية فرفض أي تعاط مع المستعمر، وأي شكل من أشكال التطبيع الثقافي معه، مركزا على غرس ثقافة كره المستعمر في قلوب الأطفال، حتى يئست إدارة الاحتلال من إدماج أبناء المنطقة في مدارسها النظامية.
ولا زال نهج ابن أحمد زيدان في تحريم دخول المدارس الاستعمارية عند بعض مشايخ المنطقة معمولا به حتى اليوم حيث إن بعضهم يرى أن من يدخل أبناءه في المدارس فاسق.
يقول عنه الرائد الفرنسي فرير جاه: "إنه القاضي المطاع عند قبائل ارگيبه وآفطوط وتگانت وحتى بعض مناطق البراكنة والحوض الغربي، وقد رفض أن يكون له معنا أي نوع من العلاقة أو الاتصال، وقد حاولنا مرارا لكن دون جدوى".
وكما عرف الشيخ محمد المامي حاجة مجتمعه من الفقه فألف كتاب البادية، كانت مؤلفات لمرابط محمد الأمين استجابة واعية لظروف ومقتضيات عصرة وبيئته، لبت حاجة المجتمع خاصة في الفقه والأصول.
فمن فتاويه التى راعى فيها ظروف أهل عصره ومقتضى أحوالهم، فتوى مبادلة "عدائل الملح" بالزرع نسيئة، حيث رأى لمرابط أن الطعام إذا أريد به التجر، لم يعد له حكم الطعام بل صار يعتبر نوعا من العروض، فتجوز مبادلته بطعام ءاخر نسيئة، وقد أشار إلى هذه الفتوى فى كتابه "النصيحة" وقال إنها لا ينكرها إلا من لاعلم له بقواعد الفقه.
ومن مؤلفاته:
المنهج إلى المنهج
- شرح التكملة
- مراقي الصعود إلى مراقي السعود ....
- الرجز المفيد على غريب القرآن
- منظومة في آداب التلاوة
- كتاب في النكاح
- نصيحة الضعفاء و إرشاد الأغوياء
- النصيحة الصغرى
- مكتوب في منع الحج على أهل الصحراء
- رسالة في حكم قصر أهل البادية
- رسالة في حكم منع إقامة الحد في البلاد السائبة
- نظم في الأصول و شرحه
- نظم على إضاء الدجنة
- شرح على تحفة المحقق في حل مشاكل المنطق
- شرح على تبصرة الأذهان للمختار بن بونا
- شرح على احمرار المختار ولد بونا
- كتاب المرشد
- الوظيفة ( مجموعة من الأذكار و الأدعية المأثورة )
- مرغب العباد ( نظم و شرح على أسماء الله الحسنى )
- رسالة في حكم بيان أن لأولاد البنت حظا في راجع الحبس
عاش لمرابط محمد الأمين من العمر ما يناهز 96 عاما، أفناها في بث العلم النافع والعمل الصالح، متمتعا بجميع حواسه، متجافيا عن دار الغرر منيبا إلى دار الخلود، حتى أسلم الروح إلى باريها سنة 1325 هجرية الموافق 1907 ميلادية، ودفن بمقبرة ميل ميل الشهيرة 50 كيلومترا شمال مدينة كيفه، و التي تضم الكثير من العلماء والعباد والصالحين، تغمده الله بواسع رحمته، ورحم الله السلف وبارك في الخلف.
كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...