السبت، 7 سبتمبر 2019

" خيت الناس "


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏


علمت ببالغ الأسى وعميق الحزن مؤخرا بوفاة الشيخ الجليل التلميدي ولد عبد الله ، تغمده الله بواسع رحمته فقد كان فريد عصره ونسيج وحده علما وتقوى إلى كرم وحلم وورع وحفظ ودراية.

وعلى ذكره -والشيء بالشيء يذكر- حدثني الفتى النابه لمرابط ول دياه، قال حدثني الشيخ الجليل التلميدي بن عبد الله في مكة المكرمة ، قال حدثني الشيخ محمد المختار بن المجتبى ، أنه حدثه الشيخ محمد الأمين بن محمد محمود بن آبيه قال:
مررت وأنا في رفگه ضحوة يوم شتوي بمدينة بوتلميت فإذا بكل ساكنتها قد تجمهروا عند المستشفى "لبطان" فاستخبرتُ عن الأمر؟
فقالوا: "الطَّب" فيه "خيت الناس" جاءت من البادية للعلاج، وكانت حينها عجوزا فانية فاجتمع الناس لرؤية من كانت ذات يوم ملكة جمال وملهمة شاعر.

وخيت الناس امرأة من قبيلة "لمرادين" فائقة الجمال أحبها الشاعرالكبير محمدو ولد محمدي العلوي وشاع ولعه بها وذاق قلبه من هواها مالم يذقه قلب فتى من هوى خريدة.

يقول محمدو ولد محمدي فيها:
ماذاق قلبُ محبٍ من هوى العين :: ماذاق قلبيّ من إحدى "المرادينِ"
أمسى أخوك بها من بعد رجعته :: عن الصبا عينَ ساهي العين مفتون
أمسى معنىً ومحزونا بلوعتِها :: يا من لصبّ معنّى القلب محزون
وددت لما رمت قلبى لواحظُها :: لو أنها بمواضى النبل ترميني
يا نزهتي لِمَ صرمى بعد بعثكِ ما :: بعَثت بينى وبين الخرّدِ العِينِ
طوَيتُ كشحى على نارٍ تضمّنها :: لمّا طويت بساط الوصل من دونى
هلا احتسبت بوصل الحبل من دنفٍ :: يا قُرّة العين أجرا غير ممنون
يا عاذلى ويك كفّ البعض من عذلي :: لا لا أرى العذل عما رمت يثنينى
أصبحت باللوم تدعوني لأسلوَها :: واصبح الشوقُ للتذكار يدعوني
أنّى أطيعُك والقلبُ الجموحُ إذا :: طاوعتُ أمركَ في السلوانِ يَعصيني
فليسترح من عَناهُ أن يحذّرني :: من لا يحاولُ بالتحذيرِ يُغريني
ان كان ذلّى وهونى في مودتها :: فعزّ أهلُ الهوى في الذلِّ والهونِ
أو كان يزرى بمثلى حبّها فلقد :: رضيتهُ فارض لي ما كان يرضيني
أو كنتُ حِدتُ عن النهج القويم ألا :: إنى درجتُ على نهج المحبّين
إن لم ينل حبّها جسمى بمعضلةٍ :: إنّى لذو خطرٍ منها على دينىٍ

ويقول فيها :
فيمن أهِيمُ بها لاموا ولو هاموا :: بمن أهيم بها يوما لما لاموا
هام الفؤاد بمن لولا ملاحتها :: ما سُفّهت من ذوي الأحلام أحلام
هام الفؤاد "بخَيتِ الناس" بحت بها :: إذ في الكناية تلبيسٌ وإبهام
هام الفؤاد بمن من برح ذكرتها :: للعين والقلب تهمال وتهيام
بها تسليت عن ليلى وهندَ وعن :: أسما وسلمى وأشهادي بذا قاموا
تلك التي من لماها مسني لممٌ :: بادٍ، ومن سقم الأجفان أسقام
من هاب وصل حبيب للملام ألا :: إني عليه-وإن لاموا- لمقدام
وإن صحا كلفٌ عن من يهيم به :: فلي حياتي بخيتِ الناس تهيام
بعضَ الملام فلي عن لومكم صمم :: مافي الهوى للفتى عارُ ولا ذام
راموا أن اسلوَ خيتَ الناس إذ جهلوا::مابي، لمن أصعب الأشياء ماراموا
قبلي قد اعتام أهلُ الحب قاطبة :: فِعْلي، وإني لمُعتامٌ لما اعتاموا
قالوا اقتدِهْ بذوي الأحلام قلت لهم :: للجهل قوم كما للحلم أقوام
إن تمنع الوصل أيامٌ لنا فعسى :: أن تمنح الوصل للمشتاق أيام

ومما يروى أنه ذات سانحة زار محمدو ولد محمدي مُعَـرّسَ العلامة امحمد بن الطلبة اليعقوبي ، وكان جالسا قرب نار للتلاميذ موقدة للتكرار ودَيّر امحمد بن الطلبه في عظمه وكمى، فقال ول محمدي لولد الطلبة: "كميني" ولم تكن الناس ترى حرجا في تدخين الصغير أمام الكبير.
وكان محمدو حديث السن حينها وامحمد شيخا كبيرا فرد عليه:
انت زاوي ولّ حساني ؟
فأجابه محمدو: أنا زاوي
قال امحمد " گدّك من الزوايا مافات گال مطلع زين مايكمي في اشروطي..
قال ول محمدي أنا القائل:
فيمن أهِيمُ بها لاموا ولو هاموا :: بمن أهيم بها يوما لما لاموا
هام الفؤاد بمن لولا ملاحتها :: ما سُفّهت من ذوي الأحلام أحلام
هام الفؤاد بخَيْتِ الناس بحت بها :: إذ في الكناية تلبيس وإبهام

فاهتز ولد الطلبة فوق إيلويشه جيئة وذهابا طربا وقال:
هاكْ اكمي مزين قريحتكْ والحمد لله أنك مانك ولْ عمّي ولانكْ افْزمني.

كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...