الجمعة، 13 ديسمبر 2019

القلم..بعيدا عن السياسة


للقلم منزلة عظيمة فقد أقسم الله به (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون)
أقسم الله بالقلم الذي هو إحدى آيات الله وأول مخلوقاته ، جرى به قدره وشرعه ، وكتب به الوحي ، وقيد به الدين ، وأثبتت به الشريعة ، وحفظت به العلوم ، وقامت به مصالح العباد في المعاش والمعاد
وقال تعالى: ( اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)
وجعل الله القلم وسيلة للعلم، (علَّم بالقلم)، به وصلتنا علوم الأولين، وحفظ لنا سلفنا التاريخ وعرفنا سير السابقين، واعتبرنا بما كان من حوادث الزمان، ولولاه لدخلت علومهم وأخبارهم في غياهب النسيان.
وقال تعالى:قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
قال الزمخشري: المعنى: ولو أنّ أشجار الأرض أقلام، والبحر ممدود بسبعة أبحر. وكتبت بتلك الأقلام وبذلك المداد كلمات الله، لما نفدت كلماته ونفدت الأقلام والمداد.
وذكرت الأقلام في القرآن بمعنى القداح التي كان يُقترع بها: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم)
وفي الحديث الشريف (رفعت الأقلام وجفت الصحف) وهو كنايةٌ عن تقدُّم كتابة المقادير كلِّها.
وقد احتفى أوائلنا بالقلم فكانوا يكتبون في ديباجة رسائلهم: الحمد لله الذي جعل الأقلام راحة للأجسام.
يقول الشيخ ولد مكي :
سلامٌ كالمدام :: والوردِ والخزامْ
تـجـرى به الأقلام :: منِّ والتحيّه
ويجيب محمد ولد محمد اليدالي :
الحمدُ للگسامْ :: إلِّ واسَ الأقلامْ
تُغني عنِ الكلامْ :: كاملْ بالكليّه
ومن الأقلام الريشة ، وهي أداة للكتابة مصنعة من ريش الأجنحة للطيور وخاصة الكبيرة.
وكانت الريشة تستخدم للكتابة باستخدام الحبر السائل قبل اختراع الأقلام الحديثة بنوعيها السائل والجاف.
ولا زالت الريشة تستخدم كأداة لأعمال الخط العربي لأنها توفر مزيد من المرونة وقوة في التحكم أكثر من الأقلام العادية.
ومنها ريشة (قلم) الحبيبة بانحناءاتها الجميلة ورعشاتها الطافحة بالأنوثة:
إليَّ اكْتُبِي ما شئتِ .. إني أُحِبُّهُ :: وأتلوهُ شِعْراً .. ذلكَ الأدَبَ الحُلْوَا
وتمتصُّ أهدابي انحناءاتِ ريشةٍ :: نسائيةِ الرِعْشَات .. ناعمةِ النجوى
ومن الأقلام قلم السعادة:
جرى قلمُ السعادة باسمِ ليلى :: فطابَ بذكرها عيشيّ الرغيدُ
ومنها ما جرى بالوجد:
لقلوم خطُّ :: سقم الخوانَ
كالحمد الخطُّ :: يبقَى زمانَ
ومنها القلم الدگه يقول إبراهيم ولد اكليب:
منت الزين ءُ لغياد :: ماهم يَخيْ أگداد
تكتب لك مانِ راد :: بقلم كيفْ الدگه
كيف الدگه تحداد :: ءُ كيف الدگه رگه
ءُ حد ؤهذا وجيه :: من ش فاتْ أُنگ
ظحكتُ لو تكتب بيه :: تحكمْ فيه الدگه
كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...