الاثنين، 14 أغسطس 2017


سلاما أيها النار


لم يكن المختار ولد حامد نهضويا لكنه لم يكن ضد النهضة ولا ناقدا لنهجها:
لست بناهض ولا ناقض :: أو ناقد أمر الفتى الناهض
واسطة ما بين هذا وذا :: فلست بالبكر ولا الفارض
كان المختار ولد حامد فعلا من أنصار حزب الاتحاد التقدمي الموريتاني وأحد مؤسسيه لكنه لم يكن ضد النهضة.
في سنة 1956 احترقت دار رجل الأعمال محمد فال ولد الشيباني في روصو، وكانت دارا عامرة لرجل منفق كريم نعمت بساحتها الوفود، وحين سمع الناس بذلك الحريق المهول انثالوا على صاحب الدار مواسين جماعات و وحدانا من كل حدب ينسلون ..
حدّث صاحب الدار محمد فال ولد الشيباني رحمه الله قال:
من ضمن من جاءني مواسيا الزعيم أحمدو ولد حرمة وتزامن مجيئه مع ورود قطعة شعرية بعث بها المختار ولد حامد مواسيا، قرأتها على أحمدو ولد حرمة فأعجبته أيما إعجاب وقال لي: هذه القطعة من أجمل ما قيل في المواساة، ومن أجمل ما سمعت من الشعر، فقال محمد فال مداعبا : الحق ما شهدت به الأعداء .. والقطعة هي :
إن تأكل النارُ تلك الدارَ فالعارُ :: لم يأكل الدارَ لاشطت بها الدارُ
لم يحمِ سورُك ذاك العَرضَ منفتحا :: والعِرضَ منكسرا تحميه أسوار
وليس في أكل قربان تقبله :: ربُّ الورى من تقيٍ منفقٍ عارُ
لم تأكلي عُشرَ ما قد كان يأكله:: في الدار جارٌ ومسكين وزوار
دار بها المجد مرفوع منائره :: كأنها علم في رأسه نارُ
يا نارُ كوني على دار نزلت بها :: بردا، وكوني سلاما أيها النارُ

كامل الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  / ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت...